** في رحـــــــــ آيـة ـــــــــــــــــاب..** العدد الثاني

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
اتضح لي من خلال نظرتي للآية الكريم أن الله سبحانه وتعالى أشعرنا أنه غني عن تعذيب العباد ، ويظهر ذلك جليا في قوله : (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً) ما: استفهام بمعنى التقرير للعباد بمعنى ‏:‏ أي منفعة له سبحانه في عذابكم إن شكرتم وآمنتم؛ فنبه تعالى أنه لا يعذب الشاكر المؤمن، وأن تعذيبه لعباده لا يزيد في ملكه، وترك عقوبتهم على فعلهم لا ينقص من سلطانه .
فليس له سبحانه وتعالى نقمة ذاتية على عباده فيصب عليهم من أجلها العذاب تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، كما أنه ليست له رغبة ذاتية في تعذيب الناس أي ليست له شهوة التعذيب ولا رغبة التنكيل ولا التلذذ بالآلام - سبحانه عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
كما ليست له - سبحانه - من حاجة لإظهار سلطانه ، من خلال البطش والتنكيل . تعالى الله عن ذلك كله علوا كبيرا. كيف وهو أرحم الراحمين
وها هو رسولنا عليه الصلاة والسلام يصور لنا هذه الرحمة جيء للنبي صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا في السبي امرأة تطوف وهي في حالة ذهول، تبحث عن فلذة كبدها تبحث عن رضيعها، فما هو إلا أن وجدت ولدها ذاك فلتزمته، وألصقته بصدرها، وألقمته ثديها تطعمه وتضمه، فنظر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى عاطفة الأمومة ورحمة الأم وتعجب الصحابة من ذلك فسألهم: أترون هذه المرأة ملقية ولدها في النار؟ قالوا : لا يا رسول الله، فقال: "الله أرحم بعباده من هذه بولدها". وفي هذا كله تنبيه على الذين يتهجمون على الناس بالأحكام المسبقة كأنهم أوصياء على الدين وتهديد العباد بآيات الوعيد دون أن يحببوا لهم الإسلام بنصوص الوعد فالمؤمن ينبغي له أن يكون سائرا بين الخوف والرجاء تارة يغلب جانب الخوف وتارة يغلب جانب الرجاء ،إلا أن العمل على الرجاء أعلى من العمل على الخوف فهما أي الخوف والرجاء (بمثابة جناح الطائر إذا تخلف أحدهما سقط).
وفي الآية استنباطات أخرى سنحاول ذكرها فيما بعد.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

أرجو فقط من الاخوة الكرام التدبر في الآيات دون إهمال الصحيح فيما يخص التفسير و اسباب النزول و ما ذكر عن السلف في شرح الآيات فنظرتنا مهما تكن قيمتها أو مها كان حجم الوعاء الذي تحرج منه فإنها تبقى قاصرة
جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم و نفعني و اياكم بالقرآن الكريم