أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية

من طرف cervole الجمعة فبراير 05, 2010 10:32 pm

بسم الله الرحمن الرحيم – وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

القرآن هو كلام الله المتين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فيه خبر ما قبلنا ونبأ ما بعدنا وحكم فيما بيننا، يتلوه صاحبه للتدبر وأخذ الحكم والعبر والعمل بمقتضاه، والسنة المطهرة هي أقوال وأفعال وتقريرات الحبيب المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه والأمثلة كثير. أما المثل الشعبي فهو ضرب من الكلام الموزون (يكون نثرا أو شعرا مقفى أو حتى حرًّا) يُخَاطَبُ به كل جنس من بني البشر إذ أنه همزة وصل تربط بين الأجيال فيه من النصائح والتعليمات ما نراه كفيلا للمرء الأخذ بمقتضاها – البعض منها وليس الكل وهو مبحثنا للمناقشة-.
ترجع هذه الأمثال الشعبية لقائليها لذا نجد منها ما يفيض حكمة كقول العرب قديما " لا تصحبن حنانة ولا أنانة ولا منانة " وهي نصيحة أب لابنه قبل اختيار أم البنين، إلا أن البعض منها يكون مخالفا إما لعرف في البلد – وهذا لا يضر كون الآخذ به أو تاركه لا يعكر صفو حياته – أما تلك المخالفة لتعاليم الإسلام خاصة العقائدية منها فهو موضوع بحثنا اليوم:
* يقول المثل: " ربِّ يعطي اللحم غير اللي ما عندهش سْنِّينْ " يقال هذا المثل انطلاقا من الواقع المعيش، هَبْ أن أحدهم فتح الله عليه بتجارة واسعة ورأى غيره – ممن يحسنون التصرف بالأموال- أنه لا يستحق هذه النعمة التي لا يوفيها حقها، أو أن طالبا راسبا نجح في امتحان للدخول إلى منصب قدير وأصبح مدير مؤسسة، أو ... والأمثلة كثير لقال أحدنا المثل السابق؛
- أرى (وهو وجهة نظري الخاصة) أن هذا المثل فيه من سوء الأدب والتجرؤ على المولى جل في علاه ما يحرم العبد من السعة في الرزق لأن لسان حاله وقَالٍهٍ يقولان:
1/ أنه غير راض بقسمة المولى عز وجل وهو عين الحسد لأنه يرى نفسه أنه أحق بتلك النعمة من صاحبها وهو ما يجني عليه من الحرمان ما يعلمه.

ألا قل لمن بات لي حاسدا *** أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في فعله *** كأنك لم ترض لي ما وهب
فكان جزاؤك أن خَصَّنى *** وسد عليك طريق الطلب

2/ لو كان مقسما لأعطى لكل ذي حق حقه وهو عين الجرءة وقلة الأدب باتهام المولى أن القسمة جائرة وحاشاه أن يظلم أحدا.

أسئلة للمناقشة:
ما موقع هذا المثل بين ظهرانينا ؟ وما تأثيره في مجتمعنا ؟
وهل من مثلٍ ترونه بديلا ؟

من طرف boudawed السبت فبراير 06, 2010 5:17 pm

بارك الله فيك على هذا الطرح الرصين و المتميز وننتظر مشاكة قوية وفعالة خصوصا من رفاق الدرب (القعقاع و ياسين و .................)

من طرف زائر السبت فبراير 06, 2010 6:00 pm

كلام رائع جدّا في قسمة الأرزاق والمقادير الربّانية

قال ‏وهب بن منبه رحمه الله : إن من حكمة الله عزّ وجل‏:‏ أنه خلق الخلق مختلفاً خلقه ومقاديره،

فمنه خلق (*) يدوم ما دامت الدنيا ، لا تنقصه الأيام ، ولا تهرمه وتبليه ويموت..

ومنه خلق (**) لا يطعم ولا يرزق ..

ومنه خلق (***) يطعم ويرزق ، خلقه الله ، وخلق معه رزقه‏.‏

ثم خلق الله من ذلك خلقاً في البرّ (اليابسة)، وخلقاً في البحر،،،

ثم جعل رزق ما خلق في البحر وفي البر،،،

فلا ينفع رزق دواب البرّ لدواب البحر ،

ولا رزق دواب البحر لدواب البرّ ،

فلو خرج ما في البحر إلى البرّ لهلك ،

ولو دخل ما في البرّ إلى البحر لهلك،

ففي ذلك ممّن خلق الله في البرّ والبحر >>عبرة لمن أهمّته قسمة الأرزاق والمعيشة ..

فليعتبر إبن آدم فيما قسم الله من الأرزاق!!!

فإنه لا يكون فيها شيء إلا كما قسّمه سبحانه بين خلقه..

لا يستطيع أحد أن يغيّرها ، ولا أن يخلطها‏.‏.

وكما أنه لا تستطيع دواب البرّ أن تعيش بأرزاق دواب البحر، ولا دواب البحر بأرزاق دواب البرّ ، ولو اضطّرت إليه لهلكت كلها..

فإذا استقرّت كل دابّة منها فيما رزقت ، أصلحها ذلك وأحياها..

وكذلك إبن آدم إذا استقرّ وقنع بما قسم الله له من رزقه أحياه ذلك وأصلحه،،
فإذا تعاطى رزق غيره نقصه ذلك وضرّه وفضحه‏

من طرف cervole الأحد فبراير 07, 2010 2:44 pm

مشكوووور أخي صيد الفوائد على المعلومات القيمة
ولكن حبذا لو كان النقاش متعلقا بالمثل والأسئلة
مشكور وبارك الله فيك

من طرف زائر الثلاثاء فبراير 09, 2010 12:34 am

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله..
رب اغفر و ارحم و اصلح ما افسد العبد المذب يا رب..
و بعد..
اخي مختــــــــــار..
اشكر فيك سلاسة طرحك للموضوع..و انتقاءك الجيد لنقاط مناقشة ينبغي فعلا مناقشتها..
خاصة و انها تتعلق بعقيدة المرء في كثر من الاحيان...
لا شك ان ثراثنا غني بوافر من الامثال و الاقاويل و الحكم التى تقال هنا و هناك...
امثال متنوعة تواترت عبر الاجيال جيلا جيلا..
فهي تسرد تجارب اسلافنا و تحكي حكمهم في الحياة..و تلخص ثمرة تحركاتهم و سكناتهم..
و هي احيانا ان سلم معناها فسد تركيبها و ان صلح الاخير فسد الاول...
و قل ما يقترن صلاح المعنى بالتركيب -خاصة بالامثال-...
و الانسان بطبعه اثناء فشله و ابان فترات ياسه يركن الى كل ما من شانه ان يترجم حاله و يبرر فشله فيستند الى امثال سابقيه ..
دون دراية منه بحقيقة ما يرمي اليه المثل و لا اقل من ذالك...
و لعل من اكثر الامثال التى اقترن فساد تركيبها بفساد معناها المثل الذي اعتنى به الموضوع المطروح..
ان هذا المثل يركن اليه الشخص حين يعجز عن تحقيق مراد ما و تضيف به السبل فيتحقق من استحالة كسب الرهان المنشود ليستسلم باسما الى هذا المثل..رب يعطي اللحم غير لي ما عندهش سنين
و هذا كما قلت تبرير منه لفشله...و عدم امتلاكه لمرغوب ما...
فهو اذن مثل منشر بيننا و متداول بين صغيرنا و كبيرنا..و لا يختلف اثنان في كونه يلقي بظلال سلبية على المجتمع...
لانه يظهر سخط العبد على قسمة المولى و هذا عين فساد العقيدة..
كما ان انتشار المثل هذا من شانه ان ينشر الحقد بين الناس و الظغينة فيفسد حالهم و يتعكر صفو معيشتهم..
و المثل هذا انما يعكس في النفس عن الخالق صورة لا تليق بذاته سبحانه و تعالى..بغض النظر على انه ينفي حكمة الرزاق و سعة حلمه و حكمته في تصريف الارزاق و انه المدبر و انه العليم و انه الرحيم و ما الى ذالك...
فالاولي ان نقول اخي مختار-قدر الله و ما شاء فعل...
هذا و الله اعلم

من طرف cervole الثلاثاء فبراير 09, 2010 12:43 am

بقلم سيبويه حبكت هذه الأفكار الخاصة وناقشت أخي عبد الله المثل تقدُمُه براعة في الاستهلال، كان الأولى أن تطيل الشرح لأن الأذن تطرب لسماع كلماتك أخي وكل إناء بالذي فيه ينضح

من طرف زائر الثلاثاء فبراير 09, 2010 12:51 am

قلتم ذالك تواضعا منكم اخي مختار..
فيا معشر الناس ان رايتم نورا على قلمي فانما هو من ضاء المختار-cervole-..
و ان رايتم فيه ظلمة فذالك داب عبد الله الذى يهوى عشاق الجنة..و ليس منهم..
بارك الله فيك حبيبنا مختار

من طرف زائر الأربعاء فبراير 10, 2010 1:12 am

بارك الله فيك يا سسسسارفففووول
الحديث شيق معك و في مواضيعك

من طرف cervole الخميس فبراير 18, 2010 11:23 pm

إضافة إلى ما تقدم من مثل ومناقشات أود عرض مثل في نفس السياق بعبارات أخرى وهو يتوافق مبدئيا مع سابقه في الفكرة إلا أنه يحمل عبارات أخرى:
المثل يقول ( مَا دَامْ لِيتِيمَة تْبْكِي رَبِّي يْزِيدْهَا ) للإشارة هذا المثل مأخوذ من تراثنا الشعبي.
للمناقشة: - يحمل المثل معاني المثل الأول فهل توافقونني الرأي؟؟
أرجو المناقشة والأمثلة البديلة

من طرف زائر الثلاثاء مارس 30, 2010 3:27 pm

شكرا لك. في هذا الموضوع امثالنا الشعبية هي الخزان المعرفي الموروث الواجب المحافظة عليه لانها اللسان الناطق لكل مجتمع.
اما علاقتها بالعقيدة فانا ارى ان نحسن الظن بالناس والله ورسوله امرانا الا نقيم محاكم تفتيش على قلوب الناس لانه يستحيل ان يكون قائله ينوي الاساءة الى جناب الله تعالى (فمثلا قولهم: يَعطي اللحم لمن لا اسنان له) يمكن تاويلها الى الصيغة التالية : يُعْطىَ اللحم ..... بصيغة مبني للمجهول، ( اي بمعنى الانسان الغير عادل هو من يقوم بذلك ونكون قد صححنا الخطأ الاعتقادي بطريقة لا تدعو الى التهويل ، والمنصوح أخذ بالنصيحة دون اي تعنت و مكابرة.

من طرف زائر الخميس أبريل 01, 2010 9:29 pm

شكرا اخي على الموضوع الواقعي جدا والمفيد في نفس الوقت: بالنسبة للمثل الشعبي فهو عصارة قريحة ما، بناء على تجارب في الحياة طويلة، انتجت عبارة قليلة المبنى غزيرة المعنى، أما بالنسبة لقائلها الاول فيفترض بنا ان نحسن الظن به ان جاء ظاهر المثل مخالفا لركن ما في العقيدة وذلك على اعتبار ان :القائل شخص عامي بسيط او امي او البيئة المحيطة غير مساعدة على التعلم...او ان الموقف الذي قيل فيه المثل لا يصلح فيه الا تعبير كهذا، بمعنى ان الرصيد المعرفي محدود ولا يحتمل اكثر من هذا.....اذن كل هذه اسباب تحملنا على حسن الظن والتماس اقرب المخارج الحسنة وبالتالي تسهيل عملية النصح للقائل دون تعنيف او قذف اوتبديع وتفسيق.....فمثلا قولهم:"شي يغني بالقرآن وشي ملقاش باش يصلي" او" الزهريكسر الحجر"....كلها في ظاهرها تدل عى الاعتراض على قضاء الله ،لكن صاحبها قد لا يعتقد ذلك مطلقا،انما دفعه الى ذلك الامتعاض من بعض التصرفات.وشكرا.

أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية

أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية

رد: أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية

رد: أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية

رد: أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية

رد: أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية

رد: أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية

رد: أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية

رد: أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية

رد: أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية

رد: أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية

رد: أمثالنا الشعبية في ميزان الشريعة الإسلامية