المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 16 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 16 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 270 بتاريخ الثلاثاء يونيو 22, 2010 4:52 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
دخول
نموذج لحالة مزرية
صفحة 1 من اصل 1
هل تعتقد أن ثمة إمكانية لأن نكون يوما كما يريد لنا ديننا و حضارتنا؟
نموذج لحالة مزرية
يدور مثل هذا الحوار يوميا بين الزبائن والمتعامل معهم،
تجارا أو حرفيين أو ما يدور في فلكهم:
-أريد (كذا) بالمواصفات كذا ...
- لا إشكال سيدي، مرحبا بك ولن تجد عندنا إلا العمل المتقن
الذي يرضيك.
- أصر على أن تكون البضاعة بالمواصفات التي ذكرت.
- لا داعي لتكرار ذلك يا سيدي، لن تذهب من عندنا إلا راضيا.
- والثمن؟ هل من رحمة في الأسعار عندكم؟
- والله العظيم يا أخي ما ربحي معك إلا قليل، والبركة في
القليل، ومع ذلك فلك عندي تخفيض بـ(كذا).
- والوقت ؟ كم يستغرق في نظرك؟
- لن يستغرق إلا قليلا، يومان على الأكثر، فعندنا المهارة
والسرعة وإرضاء الزبون من الأولويات. وحتى تكون مطمئنا هاك رقم الهاتف المحمول،
وبإمكانك الاتصال بي في أي وقت.
- حسنا.. تذكر أنني أريد البضاعة في وقتها، فبعده سأكون
بعيدا عن هنا، مستغرقا في أمر آخر.
- قد تكون جاهزة حتى قبل الموعد المحدد، لكن استسمح حضرتك
في طلب جزء من المبلغ كعربون ريثما تحضر لاستلام البضاعة.. أنت تعرف أن المادة
الخام باهظة الثمن، و......
- لا بأس .. المهم هو النتيجة والإتقان.
- بارك الله فيك ، يبدو أنك ابن حلال .
و بعد انقضاء المدة ، يشرع الزبون في التحرك، يبدأ بالاتصال
الهاتفي ، فيجد الآخر إما مغلقا هاتفه، و إما أن الشبكة مزدحمة فتطلب منه
الانتظار، و إما أن يكلمه صاحب المحل فيتظاهر أنه لا يسمعه جيدا فيقطع الخط! فيذهب
إلى المحل معتقدا أن حضوره سيحل المشكلة.. يسلم على صاحبه الذي يجده في غير الصورة
الأولى.. لا ابتسامة ولا طيبة ولا ترحاب ، فيدور بينهما مثل هذا الحديث:
-هل البضاعة جاهزة يا أخي ؟
- والله العظيم ، لقد حاولت جهدي أن أنتهي منها في الوقت
المحدد، لكن ماذا أفعل ؟ لقد غاب مساعدي عني طيلة اليومين الماضيين، ووجدت المادة
الأولية قليلة في السوق فاضطررت لأضاعف الثمن لشرائها، لكن اطمئن يا أخي فبعد
يومين تكون جاهزة.
يكتم الزبون شيئا من غيظه ثم يقول :
-حسنا أرني البداية على الأقل. إلى أين وصل الإنجاز؟
- هاهو الجزء الأول، لكن لا يهمك مظهره الآن، فالتحسينات
ستأتي لاحقا.
-ليست هذه هي المواصفات التي أعطيتك، يا الله.. ما هذا يا
أخي؟ ألم أبق معك ساعة من الزمن أرسم لك الملامح الأساسية وأنت تسجل على أوراقك؟
ماذا حدث؟
-اهدأ يا هذا.. ليس في الأمر مشكلة، هذه مهنتي، وكل شيء
عندي قابل للإصلاح.
- لكنني مرتبط بأشغال ومواعيد وليس لدي الوقت لأضيعه في
الانتظار.
- كل شيء قابل للانتظار يا هذا إلا الموت، فإنه يقبض صاحبه
في جزء الثانية المحدد..
ويتأكد الزبون أن هذا النوع من الناس لا ينفع معه منطق
أو ثقافة، وأنه نموذج من نماذج التخلف والإهمال، فيسلم أمره لله، ويقول في شبه يأس:
-متى أعود إليك إذن ؟
- أمهلني أسبوعا آخر.. عندما ترى البضاعة في شكلها النهائي
لن تصدق عينيك، وستنسى هذا التأخير نهائيا.
-تحول اليومان إلى أسبوع؟
-يومان أو أسبوع لا فرق يا سيدي.. هناك من عاش قرنا،
وعندما حضره الموت أحس كأنه لم يعش غير ساعة.
-لا أجادلك في فلسفتك، لكن أرجو أن تكون هذه المرة صادقا.
عندما يقترب الموعد المحدد، يحاول الزبون أن يتصل هاتفيا
بصاحبه فلا يسمع إلا عبارة تتردد:
" لا يمكنكم إجراء هذه المكالمة الآن، قد يكون جهاز
مراسلكم مغلقا أو خارج مجال التغطية " فيقول في نفسه: " إنه فعلا خارج
مجال التغطية " !
ثم يركب سيارته أو سيارة أجرة، ويذهب إلى صاحبه، فلا يجد
هذه المرة إلا ابنه الصغير، فيسأله:
-أين صاحب المحل؟
-أبي؟ إنه مريض مند ثلاثة أيام. إنه( القولون) يا سيدي كم
نصحه الطبيب بإجراء عملية جراحية ولكنه يأبى.
ومن شدة انفعاله لا يدري أقال: " قاتله الله أو
شفاه الله "، لكنه تأكد أن الصغير لم يسمعه. وتقدم إلى مادته فإذا هي كما
تركها.. ماذا يفعل وقد دفع له أكثر من نصف المبلغ مقدما؟ ومن المؤكد أنه لا يستطيع
أن ينتظر أكثر.
يلتفت إلى ابنه والغيظ باد على وجهه، ويقول:
- وكم سينام أبوك في المستشفى يا فتى؟
- يتوقع ألا تقل عن الأسبوع.
- وأين مساعده؟ ألا يفترض أن يدير المحل في غياب المعلم؟
- ليس له مساعد، فكل شيء يقوم به بنفسه، وعندما يتعب آتي
إلى هنا أعطي ما أنجز لأصحابه، وأقبض منه ما تبقى من الحساب.
وبعد شيء من الصمت والتأمل، قال للفتى:
- هل يحسن أبوك القراءة ؟
-يفك الحرف بصعوبة، لماذا؟
-إذن قل له إن فلانا يقرئك السلام، ويقول لك: لقد ضربت
المثل في الإتقان إلى حد أنك إذا مت ستبكيك السماوات والأراضين والناس وحتى
الحيتان في البحر !
وعندما ينصرف يتأكد أن الابن لن يتذكر حتى ما قاله ناهيك
عن أن يذكره لأبيه، فعدم المبالاة أضحت الميزة المزدهرة في عالمنا. وإذا كنت صاحب
مبدأ فأنت أمام أحد أمور ثلاثة: الأول أن تُجن، والثاني أن تنتحر، والثالث أن
تعيش غريبا بين الناس، و أحلى هذه الثلاثة مر..
فإلى متى تختفي هذه المأساة الحضارية من حياتنا ؟
ومتى تستجيب لنداء ديننا الحنيف بالإتقان و الإخلاص في العمل ؟
تجارا أو حرفيين أو ما يدور في فلكهم:
-أريد (كذا) بالمواصفات كذا ...
- لا إشكال سيدي، مرحبا بك ولن تجد عندنا إلا العمل المتقن
الذي يرضيك.
- أصر على أن تكون البضاعة بالمواصفات التي ذكرت.
- لا داعي لتكرار ذلك يا سيدي، لن تذهب من عندنا إلا راضيا.
- والثمن؟ هل من رحمة في الأسعار عندكم؟
- والله العظيم يا أخي ما ربحي معك إلا قليل، والبركة في
القليل، ومع ذلك فلك عندي تخفيض بـ(كذا).
- والوقت ؟ كم يستغرق في نظرك؟
- لن يستغرق إلا قليلا، يومان على الأكثر، فعندنا المهارة
والسرعة وإرضاء الزبون من الأولويات. وحتى تكون مطمئنا هاك رقم الهاتف المحمول،
وبإمكانك الاتصال بي في أي وقت.
- حسنا.. تذكر أنني أريد البضاعة في وقتها، فبعده سأكون
بعيدا عن هنا، مستغرقا في أمر آخر.
- قد تكون جاهزة حتى قبل الموعد المحدد، لكن استسمح حضرتك
في طلب جزء من المبلغ كعربون ريثما تحضر لاستلام البضاعة.. أنت تعرف أن المادة
الخام باهظة الثمن، و......
- لا بأس .. المهم هو النتيجة والإتقان.
- بارك الله فيك ، يبدو أنك ابن حلال .
و بعد انقضاء المدة ، يشرع الزبون في التحرك، يبدأ بالاتصال
الهاتفي ، فيجد الآخر إما مغلقا هاتفه، و إما أن الشبكة مزدحمة فتطلب منه
الانتظار، و إما أن يكلمه صاحب المحل فيتظاهر أنه لا يسمعه جيدا فيقطع الخط! فيذهب
إلى المحل معتقدا أن حضوره سيحل المشكلة.. يسلم على صاحبه الذي يجده في غير الصورة
الأولى.. لا ابتسامة ولا طيبة ولا ترحاب ، فيدور بينهما مثل هذا الحديث:
-هل البضاعة جاهزة يا أخي ؟
- والله العظيم ، لقد حاولت جهدي أن أنتهي منها في الوقت
المحدد، لكن ماذا أفعل ؟ لقد غاب مساعدي عني طيلة اليومين الماضيين، ووجدت المادة
الأولية قليلة في السوق فاضطررت لأضاعف الثمن لشرائها، لكن اطمئن يا أخي فبعد
يومين تكون جاهزة.
يكتم الزبون شيئا من غيظه ثم يقول :
-حسنا أرني البداية على الأقل. إلى أين وصل الإنجاز؟
- هاهو الجزء الأول، لكن لا يهمك مظهره الآن، فالتحسينات
ستأتي لاحقا.
-ليست هذه هي المواصفات التي أعطيتك، يا الله.. ما هذا يا
أخي؟ ألم أبق معك ساعة من الزمن أرسم لك الملامح الأساسية وأنت تسجل على أوراقك؟
ماذا حدث؟
-اهدأ يا هذا.. ليس في الأمر مشكلة، هذه مهنتي، وكل شيء
عندي قابل للإصلاح.
- لكنني مرتبط بأشغال ومواعيد وليس لدي الوقت لأضيعه في
الانتظار.
- كل شيء قابل للانتظار يا هذا إلا الموت، فإنه يقبض صاحبه
في جزء الثانية المحدد..
ويتأكد الزبون أن هذا النوع من الناس لا ينفع معه منطق
أو ثقافة، وأنه نموذج من نماذج التخلف والإهمال، فيسلم أمره لله، ويقول في شبه يأس:
-متى أعود إليك إذن ؟
- أمهلني أسبوعا آخر.. عندما ترى البضاعة في شكلها النهائي
لن تصدق عينيك، وستنسى هذا التأخير نهائيا.
-تحول اليومان إلى أسبوع؟
-يومان أو أسبوع لا فرق يا سيدي.. هناك من عاش قرنا،
وعندما حضره الموت أحس كأنه لم يعش غير ساعة.
-لا أجادلك في فلسفتك، لكن أرجو أن تكون هذه المرة صادقا.
عندما يقترب الموعد المحدد، يحاول الزبون أن يتصل هاتفيا
بصاحبه فلا يسمع إلا عبارة تتردد:
" لا يمكنكم إجراء هذه المكالمة الآن، قد يكون جهاز
مراسلكم مغلقا أو خارج مجال التغطية " فيقول في نفسه: " إنه فعلا خارج
مجال التغطية " !
ثم يركب سيارته أو سيارة أجرة، ويذهب إلى صاحبه، فلا يجد
هذه المرة إلا ابنه الصغير، فيسأله:
-أين صاحب المحل؟
-أبي؟ إنه مريض مند ثلاثة أيام. إنه( القولون) يا سيدي كم
نصحه الطبيب بإجراء عملية جراحية ولكنه يأبى.
ومن شدة انفعاله لا يدري أقال: " قاتله الله أو
شفاه الله "، لكنه تأكد أن الصغير لم يسمعه. وتقدم إلى مادته فإذا هي كما
تركها.. ماذا يفعل وقد دفع له أكثر من نصف المبلغ مقدما؟ ومن المؤكد أنه لا يستطيع
أن ينتظر أكثر.
يلتفت إلى ابنه والغيظ باد على وجهه، ويقول:
- وكم سينام أبوك في المستشفى يا فتى؟
- يتوقع ألا تقل عن الأسبوع.
- وأين مساعده؟ ألا يفترض أن يدير المحل في غياب المعلم؟
- ليس له مساعد، فكل شيء يقوم به بنفسه، وعندما يتعب آتي
إلى هنا أعطي ما أنجز لأصحابه، وأقبض منه ما تبقى من الحساب.
وبعد شيء من الصمت والتأمل، قال للفتى:
- هل يحسن أبوك القراءة ؟
-يفك الحرف بصعوبة، لماذا؟
-إذن قل له إن فلانا يقرئك السلام، ويقول لك: لقد ضربت
المثل في الإتقان إلى حد أنك إذا مت ستبكيك السماوات والأراضين والناس وحتى
الحيتان في البحر !
وعندما ينصرف يتأكد أن الابن لن يتذكر حتى ما قاله ناهيك
عن أن يذكره لأبيه، فعدم المبالاة أضحت الميزة المزدهرة في عالمنا. وإذا كنت صاحب
مبدأ فأنت أمام أحد أمور ثلاثة: الأول أن تُجن، والثاني أن تنتحر، والثالث أن
تعيش غريبا بين الناس، و أحلى هذه الثلاثة مر..
فإلى متى تختفي هذه المأساة الحضارية من حياتنا ؟
ومتى تستجيب لنداء ديننا الحنيف بالإتقان و الإخلاص في العمل ؟
زائر- زائر
رد: نموذج لحالة مزرية
الســـــلام عليكم ورحمة الله وبــــركــاته ...... جــزاكم الله خيرا أستــــاذنا الجليل على وصف الواقع السيء الذي نعيشه ، نرجوا من الله أن يصلح أحــوالنا إنه على ذلك قديـــر
وصلى الله وسلم وبـارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يــوم الديــن .
وصلى الله وسلم وبـارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يــوم الديــن .
مصطفى الأجرادي- عضو مشارك
- عدد المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
العمر : 38
رد: نموذج لحالة مزرية
شكرا للعزيزين على رديهما اللطيف .
إن وصف الواقع المزري لواقعنا ليندى له الجبين ، وإن النماذج التي تمزق القلب حسرة أكثر من أن يعدها عاقل ، لكن ماذا نقول وقد ابتعدنا عن مصدر عزنا ، ومنبع فلسفتنا النقي ؟ و تمسكنا بالأوهام والأماني ، وركنا إلى التكاسل و التخلف ؟
إلهي ما أعظم حكمتك وما أقل إدراك الناس لها IIII[/b]
إن وصف الواقع المزري لواقعنا ليندى له الجبين ، وإن النماذج التي تمزق القلب حسرة أكثر من أن يعدها عاقل ، لكن ماذا نقول وقد ابتعدنا عن مصدر عزنا ، ومنبع فلسفتنا النقي ؟ و تمسكنا بالأوهام والأماني ، وركنا إلى التكاسل و التخلف ؟
إلهي ما أعظم حكمتك وما أقل إدراك الناس لها IIII[/b]
زائر- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 10, 2024 9:29 pm من طرف amar2421
» ** اكتب اسمك و شوف العجب العجاب**
السبت يونيو 23, 2018 12:50 am من طرف amar2421
» كتب نادرة .....للتحميل......على منتدانــــــا فقط
الإثنين أبريل 13, 2015 3:45 pm من طرف رابح
» تعلموا من هذه الحكمة
الإثنين أبريل 13, 2015 3:37 pm من طرف رابح
» هل تعلمون ؟
الإثنين أبريل 13, 2015 3:33 pm من طرف رابح
» قرص السبيل في الفيزياء
الأربعاء يناير 21, 2015 2:32 am من طرف Reader
» الرياضة مليحة
السبت ديسمبر 20, 2014 4:15 pm من طرف رابح
» الكمبيوتر وأضراره
السبت ديسمبر 20, 2014 4:11 pm من طرف رابح
» الشتاء والبرد
السبت ديسمبر 20, 2014 4:07 pm من طرف رابح
» عذرا على طول الغياب
السبت ديسمبر 20, 2014 4:03 pm من طرف رابح
» وين راكم ياناس بني ونيف
السبت ديسمبر 20, 2014 4:00 pm من طرف رابح
» رانا هنا مانسيناكم
السبت ديسمبر 20, 2014 3:49 pm من طرف رابح
» حروف الهجاء في شكل قصة للاطفال
الإثنين أكتوبر 13, 2014 3:12 pm من طرف alilo_omar
» مذكرات مهمة لاقسام التحضيري
الإثنين أكتوبر 13, 2014 3:11 pm من طرف alilo_omar
» قرص شامل للقسم التحضيري
الإثنين أكتوبر 13, 2014 3:10 pm من طرف alilo_omar
» اكتشاف مذهل حول غسل الجنابة و الام الظهر
الجمعة أكتوبر 10, 2014 5:34 pm من طرف haythamhima
» عيد الأضحى
الخميس أكتوبر 09, 2014 11:39 am من طرف رابح
» حــــــــوار مع مثقف حــــول علماء الجــزائر وأعلامها
الثلاثاء يوليو 29, 2014 8:29 pm من طرف ياسين عمر
» ** ســـــــــــــــــــــــــــــؤال..**
الأحد يوليو 20, 2014 1:48 pm من طرف رابح
» جمعة مباركة
الجمعة يوليو 18, 2014 1:55 pm من طرف رابح