المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 18 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 18 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 270 بتاريخ الثلاثاء يونيو 22, 2010 4:52 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
دخول
الإمـــــام العـــارف بالله ســـــــيدي مـــــــولاي العـــربي الـــدرقــاوي الحسني قدس الله سره .
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الإمـــــام العـــارف بالله ســـــــيدي مـــــــولاي العـــربي الـــدرقــاوي الحسني قدس الله سره .
بسم الله الرحمــــن الرحيم وصلى الله عـــلى سيدنا محمد وعـــلى آله وصحبه وسلم تسلــيما كثيـــــــــــــرا إلى يوم الدين
الســلام عليكم ورحمة الله وبركــاته رواد هذا المنتدى المبارك بارك الله فيكم ونفعكم بذكره وقــواكم علــى طاعته
أما بــعد فقد اخترت هذا المــوضوع ليكون أول مواضيعي في هذا المنتدى لحـــاجة الأمة إلى معرفة كبار أئمتها وخــاصة علمائها ومشاهير دعاتها الذين اختصوا في دعوة الخلق إلى الملك الحق أو لنقل تزكية النفوس من أدران الشرك الخفي ومادية الحياة إلى العبودية الحقة لله تعــــالى وهذا مانحتاج إليه في عصرنا المنحط هذا ، كثر الدعاة على القنــوات الفضائية وراجت دروسهم لكن نفعها كان قليلا بالنظــر إلى ما كان مرجوا منها ، وكل ذلك مرجعه هو نسيـــان وتنـــاسي أصل أصيل من ديننا الحنيف لايكمل إسلام العبد إلا به ألا وهو مقام الإحسان الركن الثالث في دين الله إذ الدين إيمان وإسلام وإحسان أو لنقل : عقيدة وشريعة وحقيقة ، فهذا المقام ويسمى عند أهله بالتصوف جاء مركزا على قلب الإنســان وباطنه كما أن الإيمان جاء يبحث في الإعتقاد والإسلام جاء يبحث في الفقه والعبادة الظاهرية ، وقد تصدرلهذا المقام كبار جهابذة الأمة ومشايخها كالإمام العلامة سيدي عبد القادر الجيلاني والعلامة حجة الإســلام أبي حامد الغــزالي و الإمام أبي الحسن الشــاذلي و الإمام ابن عطــاء الله السكندري والعــلامة السهروردي وغيرهم كثير فانتفعت بهم الأمة وبهم وبنصائحهم وتوجيهاتهم إستطاعت الأمة الوقوف في وجه الحملات الصليبية طيلة قرون عديدة مضت وللعلم فإن السلطان صلاح الدين الأيوبي والأمير عبد القادر والشيخ عمر المختار والأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي كانوا ممن له نصيب من هذا التصوف وقدم راسخة فيه ، لذلك كان على شبابنا أن يتعرفوا على حياة هؤلاء الأسياد ونبذ من سيرهم وقد فضلت أن أبتديء بحياة إمام من كبار أئمة هذا الشأن وممن اشتهر في بلاد الإسلام خاصة في بلادنا الجزائر ألا وهو سيدي مولاي العربي الدرقاوي رضي الله عنه
نسبه ومولده ووفاته :
هو أبو المعالي مولاي محمّد العربي بن احمد الدرقاويّ ويعود نسبه إلى الأشراف، وهذه الطائفة منتشرة وفي مواضعها مشتهرة، وإنّ جدّه الّذي ينسب إليه هو الإمام ( أبو عبد الله سيّديّ محمد بن يوسف الملقّب بأبي درقة ) حيث كان رضي الله عنه عظيم القدر، شهير الذكر، وكان عالما عاملا زاهدا كثير القيام والصيام والصدقة، يختم القرآن الكريم كلّ يوم، مجاهدا في سبيل الله، وكانت له درقة يتّقي بها في الحرب، فصار يقال له ( أبو درقة )، وهو من ذريّة مولانا ( أحمد بن إدريس ابن مولانا إدريس ) رضي الله عنهم، ونسبه يجتمع بالإمام ( أبو القاسم الجنيد ) رضي الله عنه، ولبس الخرقة عن سيّدنا مولانا علي الجمــل الفاسي بسنده المتصل إلى الإمام العلامة العارف بالله سيدي ( ابن عطاء الله السكندريّ ) الشهير صاحب الحكم العطائية عن الإمام ( أبي العبّاس المرسيّ ) عن القطب الجامع الفرد الكامل مولانا ( أبي الحسن الشاذليّ ) رضي الله عنهم أجمعين .
ولد مولانا ( محمّد العربيّ الدرقاويّ ) رضي الله عنه سنة ( 1159 هـ ) الموافــــق ( 1745 م ) بقبيلة بني زروال، ونشأ عند أهله في عفاف وطهر وحياء ومروءة، وكان وقت صباه مشتغلا بالقراءة والزيارة لا يعرف إلاّ الأخيار، مؤيّدا محفوظا .
قبيلته رضي الله عنه :
إنّ بني زروال هو مكان نشأته رضي الله عنه، وموضع مستقرّه، وبها ضريحه، وهذه القبيلة مباركة لها منافع كثيرة منها : أنّ بها أولاد الخلفاء الأربعة ساداتنا ( أبو بكر، عمر، عثمان، عليّ ) رضي الله عنهم أجمعين، ومنها أنّ الوليّ الكبير الأستاذ الشهير سيّدي ( أحمد بن مغيرة الزرواليّ ) قراء سلكة برواية السبعة في الروضة النبويّة الشريفة، فلمّا ختمها أجابه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال له : ( هكذا أنزل عليّ أيّها الإمام الزرواليّ، بارك الله فيك وفي الجميع ) .
قال الشيخ العلامة، العارف الكبير، أبو العبَّاس سيدي أحمد بن عجيبة الأنجري الحسني: مكث مولانا العربي على هذه الحالة الموصوفة خمسًا و عشرين سنةً، لا يترك من عشائه لغدائه، و لا غذائه لعشائه، بل حتى ما يكون في الصباح من دهن الفتيلة ]أي فتيلة المصباح الزيتي الذي كان يستعمل للإضاءة ليلاً[ ثقةً بالله، و اعتصامًا بالله، و كان تأتيه الفتوح من عند الله، و لا يأخذ منها إلاَّ قدر ضرورته و زوجه و أولاده منها، و هم جماعة كالطير في وكرها غدواً و أصيلاً، حتى أتاه الإذن من الله، فكان يأخذ بالله كما كان يترك لله، و صار يزيد بكل شيء و لا ينقص منه شيء
طريقه :
بنــى شيخ مشــايخنا سيدي مولاي العربي الدرقــــاوي رضي الله عنه طريقته التي كان ينهجها ويأمر بها ويدعو إليها على تعلم لوازم الدين الضرورية أولا من غير تغلغل وتعمق في العلوم ( هذا للمبتدئين ) ثم القيام بالمفروض وبما تأكد من المسنون، ولزوم الصمت والإقلال من الأكل والمخالطة وترك ما لا يعني، والزهد في الدنيا والتجرد من العلائق والعوائق ظاهرا وباطنا مع المثابرة على ذكر الله عز وجل حسب الاستطاعة والتعلق بالله تعالى والقيام بالعبودية الخالصة من غير نظر إلى حظوظ أو لحوظ كما هي طريقة المحققين من الصوفية ،
ويقول العلامة المحـدث الحجة المؤرخ سيدي محمد بن جعفر الكتاني عن هذه الطريقة: "وطريقته رضي الله عنه مبنية على اتباع السنة من الأقوال والأفعال والعبادات والطاعات، ومجانبة البدع كلها في جميع الحالات، مع كسر النفس وإسقاط التدبير والاختيار والتبري من الدعوى والاقتدار والإكثار من الذكر أناء الليل وأطراف النهار، والاشتغال بالمذاكرة وما يعني وترك ما لا يعني وبالجملة فطريقته رضي الله عنه جلاجية الظاهر، جمالية الباطن، وإن شئت قلت سفلية الظاهر وعلوية الباطن كطريقة شيخه".
وصفوة القول إن: "مناقبه وأحواله وأوصافه ومعارفه لا يفي بها القلم، وهي في الشهرة كنار على علم" .
تلاميذه :
عُــرف الشيخ سيدي مولاي العربي الدرقــاوي بأنه مجدد الطريق الشاذلية المبــاركة وطار صيته شرقا وغربا فتوافد للأخذ عنه كبار العلماء والصـلاح وطلاب العلم آنــذاك وانتفعوا به وبتوجيهاته ونصائحه ولشهرته رضي الله عنه كثروا جدا حتى قال أحد الحفاظ المحدثين :إن أتبــاع مولاي العربي الدرقاوي بــلغوا في حياته 100 ألف منهم 40 ألف شيخ دال على الله وعارف بحضرته العلية ، نذكر من أشهرهم : الإمام العارف بالله سيدي محمد بن أحمد البوزيدي صاحب كتاب ( الآداب المرضية لسالك طريق الصوفية ) وتلميذه العــلامة المفســر الحجة الفقيه العارف بالله سيدي أحمد بن عجيبة الحسني صاحب كتاب: ( إيقاظ الهمم في شرح الحكم ) والعارف بالله الواصل شيخ مشايخنا سيدي أبي عزة المهاجي والعارف بالله الواصل شيخ مشايخنا سيدي محمد بن عبد القــادر الباشا والعلامة الفقيه المدقق سيدي محمد الحــراق التطواني والعارف بالله الكبير سيدي أحمد البدوي زويتن والعلامة المحدث الحجة الحافظ سيدي عبد القــادر الكوهن الفاسي والعارف بالله سيدي عبد الواحد الدبــاغ الفاسي والعارف بالله سيدي أحمد بن عبد المؤمن الغماري وغيرهم كثير قدس الله سرهم أجمعين .
أشهر المنتسبين لطريقته :
كنا قد قدمنا أن طريقة مولاي العربي الدرقــاوي كانت مبنية على الأصليــن : كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعلم وطلب الله والإشتغال به عما ســواه لذلك انضوى في سلكها ثلة من أكابر العلماء والمحدثين والمجاهدين والمصلحين وحتى الســلاطين عبر الأعصــار ، نذكر من السلاطين الدرقاويين مثلا : السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشــام سلطان المغرب الأقصى والسلطان العظيم مولانا عبد الحميد خان الثاني سلطان الدولة العثمانية وهناك رسالة مشهورة له بعث بها إلى شيخه في الطريقة الشاذلية الدرقاوية سيدي محمود أبو الشامات الدمشقي تثبت ذلك ، ومن المجاهدين الدرقاويين : مفخرة الإسلام و الجــزائر الأمير عبد القــادر الجزائري الذي كــان قادريا بداية ثم أخذ الطريقة الدرقاوية لما كان بمكة المشرفة مجاورا عن العارف بالله سيدي محمد بن مسعــود الفاسي عن سيدي محمد حسن المدني عن سيدي مولاي العربي الدرقــاوي رضي الله عنهم ومن المجاهدين من منتسبي هذه الطريقة أيضــا :الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بطل الريف ، ومن العلمــاء :العلامة الأصــولي المحقق المدقق سيدي أبو العباس أحمد بن الخياط الزكاري رئيس المجلس العلمي بالقرويين ( فــاس ) و العلامة سيدي محمد الأحمدي الظــواهري شيخ الأزهر الشريف في العشرينات والعلامة الفقيه سيدي شعيب الجليلي قاضي تلمســان ومن المحدثين والحفــاظ : محدث الدنيا ونادرة العصر سيدي أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الغماري دفين مصر وله تآليف تبلغ الثلاثمائة تأليف وأخوته الحفــاظ المحدثون : سيدي عبد الله وسيدي عبد العزيز وسيدي عبد الحي الغماريون ، والحافظ المشهور سيدي محمد بن جعفر الكتاني والعلامة الحافظ سيدي أحمد الخضر الفاسي والحافظ سيدي حبيب الرحمان الكاظمي وغيرهم كثير ومن أراد الإستزادة من أسماء علماء الطريقة الدرقاوية فليراجع هذا الرابط ففيه أسماء العلماء وأسانيدهم إلى سيدي مولاي العربي الدرقاوي
http://artimaroc.free.fr/forums/showthread.php?t=3612
بعض أقواله وذكره وعلمه :
: ومن أقواله : إنّ الإكسير الحقيقيّ يا أخي الّذي يقلب الأعيان حقيقة لا محالة ويملك به الإنسان نفسه والإنس والجنّ، وما لا يتصوّره في عقله ويفوز بخيريّ الدنيا والآخرة هو ما أتانا به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الله تعالى في كتابه العزيز : ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا / الحشر آية / 7 )، وإن شئت قلت هو الفطرة والنيّة والمحبّة والقناعة والمسكنة والصدق والشوق والعشق والتواضع والظنّ الحسن والخلق الحسن والسخاء والحياء والوفاء بالعهد، والوقوف عند الحدّ والتذلّل لله، والصبر على ابتلاء الله، والاكتفاء بالله وتعظيم شرائع دين الله، أو نقول متابعة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم، ومتابعة الثقات الكبار من الأمّة المحمّديّة وهم كثيرون أحياء وميّتين رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا ببركاتهم، إلاّ إنّهم رضي الله عنهم لا يعرفهم إلاّ من وصل مقامهم أو من وقف على آثارهم فاستدلّ بها عليهم، ولا يعرف ذلك إلاّ الحاذق اللبيب من أهل العلم رضي الله عنهم ولا يعرفه غيرهم، فمن أعطاه الله هذا الإكسير الّذي ليس له نظير فقد أعطاه الخير الكبير والسرّ الواضح الشهير .
: ومن معرفته : لقد كان آية بالمعرفة بكتاب الله والعمل والكرم والحلم والصبر والتأنّي والفقه والورع والرحمة والتوكّل، لقد كان غارقا في بحر الحقيقة، وأوتي الجذب حقيقة، وأعطي القوّة والتمكين والرسوخ في المعرفة واليقين، وسلك من السنّة منهاجا قويّا وصراطا مستقيما، وشرب من الخمرة الأزليّة صفوا وورد من منهلها الأروى، فقويت أنواره، وفاضت في الآفاق بياناته وأسراره، وسقي الجمّ الغفير من شرابه كؤوسا وملأ قلوبهم وأرواحهم أقمارا وشموسا، وقد بلغ له من المآثر مبلغ التواتر القطعيّ، فهم كلمة الله الّتي لا حصر لها ولا نفاذ فلا تحصى شمائله ولا تنتهي فضائله، لقد قال الشيخ ( أبو العبّاس المرسيّ ) رضي الله عنه : ( لو كشف عن حقيقة الوليّ لعبد )، وقال الشيخ ( زروق ) رضي الله عنه : ( الفقر مبنيّ على البحث والتحقيق، والتصوّف مبنيّ على التسليم والتصديق، وبالله تعالى التوفيق ) .
ومن ذكره:
يقول رضي الله عنه : إنّ المؤمن تحصل له الطمأنينة بذكر ربّه حتّى لا يحزنه الفزع الأكبر يوم القيامة، وليس الذكر عندنا أن يقول الذاكر ( الله، الله ) دائما ويصلّي ويصوم كذلك، وحين تصيبه مصيبة يفتّش على ما بيده من الأعمال فلا يجد منها شيئا، بل الذكر عند أهل التحقيق رضي الله عنهم : أن يقول الذاكر بما لا بدّ منه من المأمورات، وحين يتجلّى له مولاه بما يخالف هواه يجهله ولا يعرفه فافهم فهّمنا الله وإيّاك آمين، واصبر على ربّك واشدّد يدك على الصبر عليه فإنّه سبحانه وتعالى يغطّي ضعفك بقوّته، وذلّك بعزّته، وفقرك بغناه،وعجزك بقدرته، وجهلك بعلمه، وغضبك بحلمه، وهكذا عندها تحيى الحياة الأبديّة في الدنيا والآخرة، ولا تخفاك الحياة الأبديّة إذ قال الله تعالى في أهلهـــا : ( ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا على سرّر متقابلين * لا يمسّهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين / الحجرات آية / 47 ، 48 )، وقال صلّى الله عليه وسلّم : ( ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتّى تعلموا أن قد كافأتموه ) رواه النسائي في سننه، وكلّ ذلك حتّى يتخلّص القلب من رقّ إحسان الخلق ويتعلّق بالملك الحقّ .
ويقول رضي الله عنه : إنّ حلقة الذكر سواء وقوفا أو قعودا هي شعار طريق التصوّف بما في ذلك الذكر من الإجلال والتعظيم لله جماعة وبلسان واحد وميلة واحدة، والقصر في اسم الجلالة باللسان والصدر على حسب المراتب، وتشبيك الأيدي في القيام، وإنشاد الأبيات بالمعاني الرقيقة وتغزّلات الحقيقة الّتي اصطلح الصوفية رضي الله عنهم عليها، وهنالك فيكون المبتدىء والمتوسّط والمنتهي، وطالب التبرّك وذو المحبّة كلّهم فيها سواء كالصلاة، وكلّ واحد منهم يجني من ثمرة ذكره بحسب مكانته من ربّه وقدره، وكذلك يجوز للنساء أن يذكرن إن كنّ وحدهنّ بموضع خال .
ويقول رضي الله عنه : إنّ الخير كلّه في ذكر الله سبحانه وتعالى : ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعدّ الله لهم مغفرة وأجرا عظيما / الأحزاب آية / 35 )، ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون / البقرة آية / 152 )، إنّ الذكر له فضل عظيم، والغفلة مذمومة أصلا، فإنّنا نحتاج إلى مخالفة أنفسنا وأهواءنا إذ ذلك ينتج العلم الوهبيّ، والعلم الوهبيّ ينتج اليقين الكبير، ويخلّصنا من الشكوك والأوهام، ويوصلنا إلى حضرة الملك العلاّم، سبحانه لا إله إلاّ هو .
ومن علمه : يقول رضي الله عنه : فأهل مقام الفناء رضي الله عنهم ذات الحقّ عندهم عين صفاته لأنّهم لمّا فنوا لم يشهدوا قطّ سواها، فلذلك يقال لهم الذاتيّيون، ولذات الحقّ من الكمال والحسن والجمال ما تحيّرت فيه عقول الكلّ من خاصّتهم، لأنّها تلطّفت ودقّت حتّى غابت من شدّة تلطّفها ورقّتها، فلمّا غابت قالت لنفسها : كمالي وحسني وجمالي وبهائي وعلوّي وارتفاعي لا انتهاء له وقد غاب ولم يظهر، والكمال لا يكون كمالا كما هو كامل إذا كان حاضرا كما هو غائبا، وكما هو لطيفا يكون كثيفا، وكما هو قريبا يكون بعيدا، وكما هو جلاليّا يكون جماليّا وهكذا، وإن شئت قلت : صورتها قد أظهرت جمالها فيها ولم تظهر لها في نفسها إذ هي إلاّ هي، وليس ثمّ شيء سواها .
معالجته للنفوس والقلوب وإصلاحها :
: يقول رضي الله عنه : إنّ الروح والنفس شيء واحد نورانيّ من عين النور لأنّ لهما وصفين وهما : ( الصفاء والكدر )، والأصل هو الصفاء، والفرع هو الكدر، فما دامت الروح على صفائها وحسنها وبهائها وجمالها وشرفها وعلوّها وارتفاعها، وإذا تركت ما هي عليه من هذه الصفات وتكدّرت بمفارقتها لوطنها وسكونها لغير أحبّتها صدق عليها إذ ذاك اسم النفس، وتسمّى حسب مراتبها ( أمّارة، لوّامة، وغير ذلك ) كما تسمّى بحسب مراتبها العليّة وهي كثيرة جدّا، وقد قيل : إنّ لها من النقائص ما لله من الكمالات، فإن شئت أن ترجع إلى وطنك الّذي جئت منه وهو عالم الصفاء، وتترك عنك وطن غيرك وهو عالم الكدر فإليك ما هو القول الفصل : ( انسلخ من عالم الكدر كما تنسلخ الشاة من جلدها وانسه ولا تذكره قط وذلك بديمومتك لذكر الله على مصطلح أهل لا إله إلاّ الله فإنّ نورانيّتك تتقوّى وترد عليك المعاني بجيوشها العظيمة، ثمّ تحملك سريعا إلى وطنك الأمّ الأصيل )، والأشياء تظهر حقائقها في التجريب حيث يقول الصالحون رضوان الله عليهم : ( من ذاق عرف )، لأنّ الروح لها من الأسرار ما لا يعدّ ولا يحصى، ولكن يبقى العجز هو وصف العبد مهما ارتقى، وقد مدح الله نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بهذا المقام حيث قال : ( سبحان الّذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الّذي باركنا حوله / الإسراء آية / 1 )، ولم يقل بنبيّه ولا برسوله، وإنّما اختار اسم العبد لأنّ العبوديّة هي الشرف الأسمى وأشرف التسليم .
: ويقول رضي الله عنه : فاحذر من ميل قلبك إلى نفسك إذ هو من نفاد القلب وميله إليها هو اتباعه الأخفّ عليها دون الأثقل كما عند القوم رضي الله عنهم، وأن تكون دائما على ما يثقل على نفسك لا على ما يخفّ عليها إلى أن تفنى، فإنّ مخالفة الهوى تنتج العلم الوهبيّ، والعلم الوهبيّ ينتج اليقين الكبير، واليقين الكبير ينفي الشكوك والأوهام، ويزجّ صاحبة بحضرة الملك العلاّم، فمن ذكر ربّه على الدوام نسي نفسه على الدوام .
حكمه ونصائحــه :
ومن حكمه :
يقول رضي الله عنه : الوهم باطل كما علمت أيّها الفقير، لكن إذا اعتبرته منعك من سفرك إلى ربّك وخلاّك معك تخوض فيك تائها عن ربّك والعياذ بالله، وإذا لم تعتبره ذهب عنك شرّه وأتاك خيره إذ بعكس رأيه ورأي النفس ورأي الشيطان لعنه الله يحصل السير للسائرين ويطيب وقتهم كلّ وقت وحيـــــن .
ويقول رضي الله عنه : إن شئت أن تطوى لك الطريق وتحصل في ساعة على التحقيق فعليك بالواجبات وبما تأكّد من نوافل الخيرات، وتعلّم من علم الظاهر ما لا بدّ منه، وخالف هواك تر عجبا، والتصوّف هو الخلق الكريم، وهو الدين عند أهل الدين، وفرّ من حسّك لأنّه ضدّ معناك والضدّان لا يجتمعان، وإن تقويّت من جهة المعاني ضعفت من جهة الحسّ والعكس كذلك .
ومن نصائحه :
يقول رضي الله عنه : إنّ نصحي لك أيّها الفقير أن تقوم بالمفروض وبما تأكّد من المسنون، وإنّه كما قال سيّدي ( البوصيري ) رضي الله عنه في ( بردته ) وسيّدي ( ابن عطاء الله ) رضي الله عنه في ( حكمه ) : ( من استغرب أن ينقذه الله من شهواته، وأن يخرجه من وجود غفلته، فقد استعجز قدرة الله، وكان الله على كلّ شيء مقتدرا )، ومن هنا فلا نحبّ إلاّ من يقوم بالواجبات وبما تأكّد من نوافل الخـــــير .
ويقول رضي الله عنه : اعلم إنّ الماء الّذي لا يجري دائما إلى أسفل تواضعا لله تعالى رفعه الله تعالى فجعل منه كلّ شيء حيّ كما قال تعالى : ( وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ / الأنبياء آية / 30) ( وهو الّذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا / الفرقان آية / 54 )، ( المتواضع لله رفعه الله، وهضم النفس شأن أهل العلم ( ألم تر أنّ الله أنزل من السّماء ماء فأخرجنا به من ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدّد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود * ومن النّاس والدوّاب والأنعام مختلف ألوانه )/ فاطر آية / 27 ، 28 )، إذا لا تعلو لأنّ كلّ من والدين، فكن عليه دائما تر عجبا
وصلى الله وسلم وبــارك عــلى سيدنا محمد وعــلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.[/size][/size]
الســلام عليكم ورحمة الله وبركــاته رواد هذا المنتدى المبارك بارك الله فيكم ونفعكم بذكره وقــواكم علــى طاعته
أما بــعد فقد اخترت هذا المــوضوع ليكون أول مواضيعي في هذا المنتدى لحـــاجة الأمة إلى معرفة كبار أئمتها وخــاصة علمائها ومشاهير دعاتها الذين اختصوا في دعوة الخلق إلى الملك الحق أو لنقل تزكية النفوس من أدران الشرك الخفي ومادية الحياة إلى العبودية الحقة لله تعــــالى وهذا مانحتاج إليه في عصرنا المنحط هذا ، كثر الدعاة على القنــوات الفضائية وراجت دروسهم لكن نفعها كان قليلا بالنظــر إلى ما كان مرجوا منها ، وكل ذلك مرجعه هو نسيـــان وتنـــاسي أصل أصيل من ديننا الحنيف لايكمل إسلام العبد إلا به ألا وهو مقام الإحسان الركن الثالث في دين الله إذ الدين إيمان وإسلام وإحسان أو لنقل : عقيدة وشريعة وحقيقة ، فهذا المقام ويسمى عند أهله بالتصوف جاء مركزا على قلب الإنســان وباطنه كما أن الإيمان جاء يبحث في الإعتقاد والإسلام جاء يبحث في الفقه والعبادة الظاهرية ، وقد تصدرلهذا المقام كبار جهابذة الأمة ومشايخها كالإمام العلامة سيدي عبد القادر الجيلاني والعلامة حجة الإســلام أبي حامد الغــزالي و الإمام أبي الحسن الشــاذلي و الإمام ابن عطــاء الله السكندري والعــلامة السهروردي وغيرهم كثير فانتفعت بهم الأمة وبهم وبنصائحهم وتوجيهاتهم إستطاعت الأمة الوقوف في وجه الحملات الصليبية طيلة قرون عديدة مضت وللعلم فإن السلطان صلاح الدين الأيوبي والأمير عبد القادر والشيخ عمر المختار والأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي كانوا ممن له نصيب من هذا التصوف وقدم راسخة فيه ، لذلك كان على شبابنا أن يتعرفوا على حياة هؤلاء الأسياد ونبذ من سيرهم وقد فضلت أن أبتديء بحياة إمام من كبار أئمة هذا الشأن وممن اشتهر في بلاد الإسلام خاصة في بلادنا الجزائر ألا وهو سيدي مولاي العربي الدرقاوي رضي الله عنه
نسبه ومولده ووفاته :
هو أبو المعالي مولاي محمّد العربي بن احمد الدرقاويّ ويعود نسبه إلى الأشراف، وهذه الطائفة منتشرة وفي مواضعها مشتهرة، وإنّ جدّه الّذي ينسب إليه هو الإمام ( أبو عبد الله سيّديّ محمد بن يوسف الملقّب بأبي درقة ) حيث كان رضي الله عنه عظيم القدر، شهير الذكر، وكان عالما عاملا زاهدا كثير القيام والصيام والصدقة، يختم القرآن الكريم كلّ يوم، مجاهدا في سبيل الله، وكانت له درقة يتّقي بها في الحرب، فصار يقال له ( أبو درقة )، وهو من ذريّة مولانا ( أحمد بن إدريس ابن مولانا إدريس ) رضي الله عنهم، ونسبه يجتمع بالإمام ( أبو القاسم الجنيد ) رضي الله عنه، ولبس الخرقة عن سيّدنا مولانا علي الجمــل الفاسي بسنده المتصل إلى الإمام العلامة العارف بالله سيدي ( ابن عطاء الله السكندريّ ) الشهير صاحب الحكم العطائية عن الإمام ( أبي العبّاس المرسيّ ) عن القطب الجامع الفرد الكامل مولانا ( أبي الحسن الشاذليّ ) رضي الله عنهم أجمعين .
ولد مولانا ( محمّد العربيّ الدرقاويّ ) رضي الله عنه سنة ( 1159 هـ ) الموافــــق ( 1745 م ) بقبيلة بني زروال، ونشأ عند أهله في عفاف وطهر وحياء ومروءة، وكان وقت صباه مشتغلا بالقراءة والزيارة لا يعرف إلاّ الأخيار، مؤيّدا محفوظا .
قبيلته رضي الله عنه :
إنّ بني زروال هو مكان نشأته رضي الله عنه، وموضع مستقرّه، وبها ضريحه، وهذه القبيلة مباركة لها منافع كثيرة منها : أنّ بها أولاد الخلفاء الأربعة ساداتنا ( أبو بكر، عمر، عثمان، عليّ ) رضي الله عنهم أجمعين، ومنها أنّ الوليّ الكبير الأستاذ الشهير سيّدي ( أحمد بن مغيرة الزرواليّ ) قراء سلكة برواية السبعة في الروضة النبويّة الشريفة، فلمّا ختمها أجابه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال له : ( هكذا أنزل عليّ أيّها الإمام الزرواليّ، بارك الله فيك وفي الجميع ) .
جملة من سيرته، أحواله و نسكه التي أدركه أصحابُه عليها
كان-رضي الله عنه-زاهدًا متجردًا عن الدنيا و زخرفها، مخالفاً لنفسه و مجاهدًا لها، و تركه للأخف عليها، و متابعته لما يثقل عليها، إذ لا يثقل عليها إلاَّ ما كان حقًّا، و أسرع إجابةً و فتحًا-كما قال-رضي الله عنه- و إقباله على الحق، و إعراضه عن جملة الخلق، لا يبالي بـهم، سواءً مدحوه أو ذموه، و تمسكه بالفاقة و الإفتقار، و يثاره للذلة و الإحتقار، و حذره مما ألفه الناس من الجمع و الادخار، لا يترك عشاءه لغدائه، ولا من غذائه لعشائه،بل يأخذ قدر ما يقيم به بنيته و بنية عياله، و يخرج الباقي لعباد الله، و هذا مسلكٌ عظيمٌ لا يقدرُ عليه إلاَّ من أقدره الله
كان-رضي الله عنه-زاهدًا متجردًا عن الدنيا و زخرفها، مخالفاً لنفسه و مجاهدًا لها، و تركه للأخف عليها، و متابعته لما يثقل عليها، إذ لا يثقل عليها إلاَّ ما كان حقًّا، و أسرع إجابةً و فتحًا-كما قال-رضي الله عنه- و إقباله على الحق، و إعراضه عن جملة الخلق، لا يبالي بـهم، سواءً مدحوه أو ذموه، و تمسكه بالفاقة و الإفتقار، و يثاره للذلة و الإحتقار، و حذره مما ألفه الناس من الجمع و الادخار، لا يترك عشاءه لغدائه، ولا من غذائه لعشائه،بل يأخذ قدر ما يقيم به بنيته و بنية عياله، و يخرج الباقي لعباد الله، و هذا مسلكٌ عظيمٌ لا يقدرُ عليه إلاَّ من أقدره الله
قال الشيخ العلامة، العارف الكبير، أبو العبَّاس سيدي أحمد بن عجيبة الأنجري الحسني: مكث مولانا العربي على هذه الحالة الموصوفة خمسًا و عشرين سنةً، لا يترك من عشائه لغدائه، و لا غذائه لعشائه، بل حتى ما يكون في الصباح من دهن الفتيلة ]أي فتيلة المصباح الزيتي الذي كان يستعمل للإضاءة ليلاً[ ثقةً بالله، و اعتصامًا بالله، و كان تأتيه الفتوح من عند الله، و لا يأخذ منها إلاَّ قدر ضرورته و زوجه و أولاده منها، و هم جماعة كالطير في وكرها غدواً و أصيلاً، حتى أتاه الإذن من الله، فكان يأخذ بالله كما كان يترك لله، و صار يزيد بكل شيء و لا ينقص منه شيء
كان-رضي الله عنه-آية في معرفة الله، و العمل بسنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- و الكرم، و الحلم، و الصبر، و التأني، و العفة، و الخشية، و الهيبة، و السكينة، و التؤدة، و التواضع، و الحياء، و الجود، و السخاء، و الزهد، و الورع، و الرحمة، و التوكل، و الشفقة، و القناعة، و الاكتفاء بعلم الله، و الأنس، و الإطمئنان بالله، و السكون إليه في جميع الأحوال، و العشق و الشوق، و العزم، و القريحة، و النية الصالحة، و المحبة، و الظن الحسن، و الصدق، و الهمة العالية، و سعة الصدر، و الأخلاق الكريمة، و المحاسن العظيمة، و الأحوال السُّنيَّة السَّنيَّة، و المقامات السمية، و المواهب اللدنية، و المواجيد الربَّانية، صاحب محوٍ و فناءٍ، و صحوٍ و بقاءٍ، و غيبةٍ في مولاه، و شهودٍ لما به تولاه، قد أُغرق في بحر الحقيقة، و أُعطي القوة و التمكين، و الرسوخ في المعرفة و اليقين، و سلك من السنة منهاجًا قويمًا، و طريقًا مستقيمًا، و شرب من الخمرة الآلهية صفوًا، وورد من منهلها الأروى، فقويت أنواره، و فاضت في الآفاقِ بيناته و أسراه، وسقى الجمَّ الغفير من شرابه كؤوساً، و ملأ قلوبهم و أرواحهم أقمارًا و شموسًا، فتوالت بذلك إرادته، و دامت لديهم مناولته، و مُـدُّوا منها على الأبد بمددٍ جسيمٍ؛ و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و كل ما ذكرناه مما ليس شأنه أن تقام عليه البراهين و البينات، لا سيما عند أهل الاعتقادات الكاملة، و النيات الصالحة، على أن مآثر هذا الجليل قد بلغت مبلغ التواتر القطعي، خصوصًا عند أهل هذا الشأن العظيم [و حسب كل من لم يصدق بما جئنا به و لم يصل إلى مقامهم أن يظن الظن الحسن في عباد الله الصالحين، و أن يسلم المسألة لأهلها، حتى يدخل في حيز ”من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه“ فينتفع هكذا بالتسليم و كما ينتفع بالإيمان بالغيب، و أما من أراد نفيها، دخل حتما في قوله تعالى:“بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحيطُوا بِعلمِـهِ“.[
وفاته رضي الله عنه:
توفي مولانا-رضي الله عنه-ليلة الثلاثاء، 22 صفر الخير، 1239هجرية الموافق لسنة 1825ميلادية؛ فقد توفي عن سن عالية، نحو 80 سنة. غسلته زوجه الصدِّيقة، الصائمة القائمة، السيدة مريم بنت الشيخ ابن خدة الحسناوي. و صلى عليه الأستاذ الأجل عبد الرحمن من حفدة الشيخ الكبير أبي البقاء عبد الوارث اليصلوتي العثماني، و كل ذلك بإيصائه المرة بعد المرة. دُفن-رضي الله عنه-بزاويته ببني زروال بحبل الزبيب، و هي على مسيرة يومين من مدينة فاس المحروسة بالله
وفاته رضي الله عنه:
توفي مولانا-رضي الله عنه-ليلة الثلاثاء، 22 صفر الخير، 1239هجرية الموافق لسنة 1825ميلادية؛ فقد توفي عن سن عالية، نحو 80 سنة. غسلته زوجه الصدِّيقة، الصائمة القائمة، السيدة مريم بنت الشيخ ابن خدة الحسناوي. و صلى عليه الأستاذ الأجل عبد الرحمن من حفدة الشيخ الكبير أبي البقاء عبد الوارث اليصلوتي العثماني، و كل ذلك بإيصائه المرة بعد المرة. دُفن-رضي الله عنه-بزاويته ببني زروال بحبل الزبيب، و هي على مسيرة يومين من مدينة فاس المحروسة بالله
طريقه :
بنــى شيخ مشــايخنا سيدي مولاي العربي الدرقــــاوي رضي الله عنه طريقته التي كان ينهجها ويأمر بها ويدعو إليها على تعلم لوازم الدين الضرورية أولا من غير تغلغل وتعمق في العلوم ( هذا للمبتدئين ) ثم القيام بالمفروض وبما تأكد من المسنون، ولزوم الصمت والإقلال من الأكل والمخالطة وترك ما لا يعني، والزهد في الدنيا والتجرد من العلائق والعوائق ظاهرا وباطنا مع المثابرة على ذكر الله عز وجل حسب الاستطاعة والتعلق بالله تعالى والقيام بالعبودية الخالصة من غير نظر إلى حظوظ أو لحوظ كما هي طريقة المحققين من الصوفية ،
ويقول العلامة المحـدث الحجة المؤرخ سيدي محمد بن جعفر الكتاني عن هذه الطريقة: "وطريقته رضي الله عنه مبنية على اتباع السنة من الأقوال والأفعال والعبادات والطاعات، ومجانبة البدع كلها في جميع الحالات، مع كسر النفس وإسقاط التدبير والاختيار والتبري من الدعوى والاقتدار والإكثار من الذكر أناء الليل وأطراف النهار، والاشتغال بالمذاكرة وما يعني وترك ما لا يعني وبالجملة فطريقته رضي الله عنه جلاجية الظاهر، جمالية الباطن، وإن شئت قلت سفلية الظاهر وعلوية الباطن كطريقة شيخه".
وصفوة القول إن: "مناقبه وأحواله وأوصافه ومعارفه لا يفي بها القلم، وهي في الشهرة كنار على علم" .
تلاميذه :
عُــرف الشيخ سيدي مولاي العربي الدرقــاوي بأنه مجدد الطريق الشاذلية المبــاركة وطار صيته شرقا وغربا فتوافد للأخذ عنه كبار العلماء والصـلاح وطلاب العلم آنــذاك وانتفعوا به وبتوجيهاته ونصائحه ولشهرته رضي الله عنه كثروا جدا حتى قال أحد الحفاظ المحدثين :إن أتبــاع مولاي العربي الدرقاوي بــلغوا في حياته 100 ألف منهم 40 ألف شيخ دال على الله وعارف بحضرته العلية ، نذكر من أشهرهم : الإمام العارف بالله سيدي محمد بن أحمد البوزيدي صاحب كتاب ( الآداب المرضية لسالك طريق الصوفية ) وتلميذه العــلامة المفســر الحجة الفقيه العارف بالله سيدي أحمد بن عجيبة الحسني صاحب كتاب: ( إيقاظ الهمم في شرح الحكم ) والعارف بالله الواصل شيخ مشايخنا سيدي أبي عزة المهاجي والعارف بالله الواصل شيخ مشايخنا سيدي محمد بن عبد القــادر الباشا والعلامة الفقيه المدقق سيدي محمد الحــراق التطواني والعارف بالله الكبير سيدي أحمد البدوي زويتن والعلامة المحدث الحجة الحافظ سيدي عبد القــادر الكوهن الفاسي والعارف بالله سيدي عبد الواحد الدبــاغ الفاسي والعارف بالله سيدي أحمد بن عبد المؤمن الغماري وغيرهم كثير قدس الله سرهم أجمعين .
أشهر المنتسبين لطريقته :
كنا قد قدمنا أن طريقة مولاي العربي الدرقــاوي كانت مبنية على الأصليــن : كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعلم وطلب الله والإشتغال به عما ســواه لذلك انضوى في سلكها ثلة من أكابر العلماء والمحدثين والمجاهدين والمصلحين وحتى الســلاطين عبر الأعصــار ، نذكر من السلاطين الدرقاويين مثلا : السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشــام سلطان المغرب الأقصى والسلطان العظيم مولانا عبد الحميد خان الثاني سلطان الدولة العثمانية وهناك رسالة مشهورة له بعث بها إلى شيخه في الطريقة الشاذلية الدرقاوية سيدي محمود أبو الشامات الدمشقي تثبت ذلك ، ومن المجاهدين الدرقاويين : مفخرة الإسلام و الجــزائر الأمير عبد القــادر الجزائري الذي كــان قادريا بداية ثم أخذ الطريقة الدرقاوية لما كان بمكة المشرفة مجاورا عن العارف بالله سيدي محمد بن مسعــود الفاسي عن سيدي محمد حسن المدني عن سيدي مولاي العربي الدرقــاوي رضي الله عنهم ومن المجاهدين من منتسبي هذه الطريقة أيضــا :الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بطل الريف ، ومن العلمــاء :العلامة الأصــولي المحقق المدقق سيدي أبو العباس أحمد بن الخياط الزكاري رئيس المجلس العلمي بالقرويين ( فــاس ) و العلامة سيدي محمد الأحمدي الظــواهري شيخ الأزهر الشريف في العشرينات والعلامة الفقيه سيدي شعيب الجليلي قاضي تلمســان ومن المحدثين والحفــاظ : محدث الدنيا ونادرة العصر سيدي أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الغماري دفين مصر وله تآليف تبلغ الثلاثمائة تأليف وأخوته الحفــاظ المحدثون : سيدي عبد الله وسيدي عبد العزيز وسيدي عبد الحي الغماريون ، والحافظ المشهور سيدي محمد بن جعفر الكتاني والعلامة الحافظ سيدي أحمد الخضر الفاسي والحافظ سيدي حبيب الرحمان الكاظمي وغيرهم كثير ومن أراد الإستزادة من أسماء علماء الطريقة الدرقاوية فليراجع هذا الرابط ففيه أسماء العلماء وأسانيدهم إلى سيدي مولاي العربي الدرقاوي
http://artimaroc.free.fr/forums/showthread.php?t=3612
بعض أقواله وذكره وعلمه :
: ومن أقواله : إنّ الإكسير الحقيقيّ يا أخي الّذي يقلب الأعيان حقيقة لا محالة ويملك به الإنسان نفسه والإنس والجنّ، وما لا يتصوّره في عقله ويفوز بخيريّ الدنيا والآخرة هو ما أتانا به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الله تعالى في كتابه العزيز : ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا / الحشر آية / 7 )، وإن شئت قلت هو الفطرة والنيّة والمحبّة والقناعة والمسكنة والصدق والشوق والعشق والتواضع والظنّ الحسن والخلق الحسن والسخاء والحياء والوفاء بالعهد، والوقوف عند الحدّ والتذلّل لله، والصبر على ابتلاء الله، والاكتفاء بالله وتعظيم شرائع دين الله، أو نقول متابعة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم، ومتابعة الثقات الكبار من الأمّة المحمّديّة وهم كثيرون أحياء وميّتين رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا ببركاتهم، إلاّ إنّهم رضي الله عنهم لا يعرفهم إلاّ من وصل مقامهم أو من وقف على آثارهم فاستدلّ بها عليهم، ولا يعرف ذلك إلاّ الحاذق اللبيب من أهل العلم رضي الله عنهم ولا يعرفه غيرهم، فمن أعطاه الله هذا الإكسير الّذي ليس له نظير فقد أعطاه الخير الكبير والسرّ الواضح الشهير .
: ومن معرفته : لقد كان آية بالمعرفة بكتاب الله والعمل والكرم والحلم والصبر والتأنّي والفقه والورع والرحمة والتوكّل، لقد كان غارقا في بحر الحقيقة، وأوتي الجذب حقيقة، وأعطي القوّة والتمكين والرسوخ في المعرفة واليقين، وسلك من السنّة منهاجا قويّا وصراطا مستقيما، وشرب من الخمرة الأزليّة صفوا وورد من منهلها الأروى، فقويت أنواره، وفاضت في الآفاق بياناته وأسراره، وسقي الجمّ الغفير من شرابه كؤوسا وملأ قلوبهم وأرواحهم أقمارا وشموسا، وقد بلغ له من المآثر مبلغ التواتر القطعيّ، فهم كلمة الله الّتي لا حصر لها ولا نفاذ فلا تحصى شمائله ولا تنتهي فضائله، لقد قال الشيخ ( أبو العبّاس المرسيّ ) رضي الله عنه : ( لو كشف عن حقيقة الوليّ لعبد )، وقال الشيخ ( زروق ) رضي الله عنه : ( الفقر مبنيّ على البحث والتحقيق، والتصوّف مبنيّ على التسليم والتصديق، وبالله تعالى التوفيق ) .
ومن ذكره:
يقول رضي الله عنه : إنّ المؤمن تحصل له الطمأنينة بذكر ربّه حتّى لا يحزنه الفزع الأكبر يوم القيامة، وليس الذكر عندنا أن يقول الذاكر ( الله، الله ) دائما ويصلّي ويصوم كذلك، وحين تصيبه مصيبة يفتّش على ما بيده من الأعمال فلا يجد منها شيئا، بل الذكر عند أهل التحقيق رضي الله عنهم : أن يقول الذاكر بما لا بدّ منه من المأمورات، وحين يتجلّى له مولاه بما يخالف هواه يجهله ولا يعرفه فافهم فهّمنا الله وإيّاك آمين، واصبر على ربّك واشدّد يدك على الصبر عليه فإنّه سبحانه وتعالى يغطّي ضعفك بقوّته، وذلّك بعزّته، وفقرك بغناه،وعجزك بقدرته، وجهلك بعلمه، وغضبك بحلمه، وهكذا عندها تحيى الحياة الأبديّة في الدنيا والآخرة، ولا تخفاك الحياة الأبديّة إذ قال الله تعالى في أهلهـــا : ( ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا على سرّر متقابلين * لا يمسّهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين / الحجرات آية / 47 ، 48 )، وقال صلّى الله عليه وسلّم : ( ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتّى تعلموا أن قد كافأتموه ) رواه النسائي في سننه، وكلّ ذلك حتّى يتخلّص القلب من رقّ إحسان الخلق ويتعلّق بالملك الحقّ .
ويقول رضي الله عنه : إنّ حلقة الذكر سواء وقوفا أو قعودا هي شعار طريق التصوّف بما في ذلك الذكر من الإجلال والتعظيم لله جماعة وبلسان واحد وميلة واحدة، والقصر في اسم الجلالة باللسان والصدر على حسب المراتب، وتشبيك الأيدي في القيام، وإنشاد الأبيات بالمعاني الرقيقة وتغزّلات الحقيقة الّتي اصطلح الصوفية رضي الله عنهم عليها، وهنالك فيكون المبتدىء والمتوسّط والمنتهي، وطالب التبرّك وذو المحبّة كلّهم فيها سواء كالصلاة، وكلّ واحد منهم يجني من ثمرة ذكره بحسب مكانته من ربّه وقدره، وكذلك يجوز للنساء أن يذكرن إن كنّ وحدهنّ بموضع خال .
ويقول رضي الله عنه : إنّ الخير كلّه في ذكر الله سبحانه وتعالى : ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعدّ الله لهم مغفرة وأجرا عظيما / الأحزاب آية / 35 )، ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون / البقرة آية / 152 )، إنّ الذكر له فضل عظيم، والغفلة مذمومة أصلا، فإنّنا نحتاج إلى مخالفة أنفسنا وأهواءنا إذ ذلك ينتج العلم الوهبيّ، والعلم الوهبيّ ينتج اليقين الكبير، ويخلّصنا من الشكوك والأوهام، ويوصلنا إلى حضرة الملك العلاّم، سبحانه لا إله إلاّ هو .
ومن علمه : يقول رضي الله عنه : فأهل مقام الفناء رضي الله عنهم ذات الحقّ عندهم عين صفاته لأنّهم لمّا فنوا لم يشهدوا قطّ سواها، فلذلك يقال لهم الذاتيّيون، ولذات الحقّ من الكمال والحسن والجمال ما تحيّرت فيه عقول الكلّ من خاصّتهم، لأنّها تلطّفت ودقّت حتّى غابت من شدّة تلطّفها ورقّتها، فلمّا غابت قالت لنفسها : كمالي وحسني وجمالي وبهائي وعلوّي وارتفاعي لا انتهاء له وقد غاب ولم يظهر، والكمال لا يكون كمالا كما هو كامل إذا كان حاضرا كما هو غائبا، وكما هو لطيفا يكون كثيفا، وكما هو قريبا يكون بعيدا، وكما هو جلاليّا يكون جماليّا وهكذا، وإن شئت قلت : صورتها قد أظهرت جمالها فيها ولم تظهر لها في نفسها إذ هي إلاّ هي، وليس ثمّ شيء سواها .
معالجته للنفوس والقلوب وإصلاحها :
: يقول رضي الله عنه : إنّ الروح والنفس شيء واحد نورانيّ من عين النور لأنّ لهما وصفين وهما : ( الصفاء والكدر )، والأصل هو الصفاء، والفرع هو الكدر، فما دامت الروح على صفائها وحسنها وبهائها وجمالها وشرفها وعلوّها وارتفاعها، وإذا تركت ما هي عليه من هذه الصفات وتكدّرت بمفارقتها لوطنها وسكونها لغير أحبّتها صدق عليها إذ ذاك اسم النفس، وتسمّى حسب مراتبها ( أمّارة، لوّامة، وغير ذلك ) كما تسمّى بحسب مراتبها العليّة وهي كثيرة جدّا، وقد قيل : إنّ لها من النقائص ما لله من الكمالات، فإن شئت أن ترجع إلى وطنك الّذي جئت منه وهو عالم الصفاء، وتترك عنك وطن غيرك وهو عالم الكدر فإليك ما هو القول الفصل : ( انسلخ من عالم الكدر كما تنسلخ الشاة من جلدها وانسه ولا تذكره قط وذلك بديمومتك لذكر الله على مصطلح أهل لا إله إلاّ الله فإنّ نورانيّتك تتقوّى وترد عليك المعاني بجيوشها العظيمة، ثمّ تحملك سريعا إلى وطنك الأمّ الأصيل )، والأشياء تظهر حقائقها في التجريب حيث يقول الصالحون رضوان الله عليهم : ( من ذاق عرف )، لأنّ الروح لها من الأسرار ما لا يعدّ ولا يحصى، ولكن يبقى العجز هو وصف العبد مهما ارتقى، وقد مدح الله نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بهذا المقام حيث قال : ( سبحان الّذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الّذي باركنا حوله / الإسراء آية / 1 )، ولم يقل بنبيّه ولا برسوله، وإنّما اختار اسم العبد لأنّ العبوديّة هي الشرف الأسمى وأشرف التسليم .
: ويقول رضي الله عنه : فاحذر من ميل قلبك إلى نفسك إذ هو من نفاد القلب وميله إليها هو اتباعه الأخفّ عليها دون الأثقل كما عند القوم رضي الله عنهم، وأن تكون دائما على ما يثقل على نفسك لا على ما يخفّ عليها إلى أن تفنى، فإنّ مخالفة الهوى تنتج العلم الوهبيّ، والعلم الوهبيّ ينتج اليقين الكبير، واليقين الكبير ينفي الشكوك والأوهام، ويزجّ صاحبة بحضرة الملك العلاّم، فمن ذكر ربّه على الدوام نسي نفسه على الدوام .
حكمه ونصائحــه :
ومن حكمه :
يقول رضي الله عنه : الوهم باطل كما علمت أيّها الفقير، لكن إذا اعتبرته منعك من سفرك إلى ربّك وخلاّك معك تخوض فيك تائها عن ربّك والعياذ بالله، وإذا لم تعتبره ذهب عنك شرّه وأتاك خيره إذ بعكس رأيه ورأي النفس ورأي الشيطان لعنه الله يحصل السير للسائرين ويطيب وقتهم كلّ وقت وحيـــــن .
ويقول رضي الله عنه : إن شئت أن تطوى لك الطريق وتحصل في ساعة على التحقيق فعليك بالواجبات وبما تأكّد من نوافل الخيرات، وتعلّم من علم الظاهر ما لا بدّ منه، وخالف هواك تر عجبا، والتصوّف هو الخلق الكريم، وهو الدين عند أهل الدين، وفرّ من حسّك لأنّه ضدّ معناك والضدّان لا يجتمعان، وإن تقويّت من جهة المعاني ضعفت من جهة الحسّ والعكس كذلك .
ومن نصائحه :
يقول رضي الله عنه : إنّ نصحي لك أيّها الفقير أن تقوم بالمفروض وبما تأكّد من المسنون، وإنّه كما قال سيّدي ( البوصيري ) رضي الله عنه في ( بردته ) وسيّدي ( ابن عطاء الله ) رضي الله عنه في ( حكمه ) : ( من استغرب أن ينقذه الله من شهواته، وأن يخرجه من وجود غفلته، فقد استعجز قدرة الله، وكان الله على كلّ شيء مقتدرا )، ومن هنا فلا نحبّ إلاّ من يقوم بالواجبات وبما تأكّد من نوافل الخـــــير .
ويقول رضي الله عنه : اعلم إنّ الماء الّذي لا يجري دائما إلى أسفل تواضعا لله تعالى رفعه الله تعالى فجعل منه كلّ شيء حيّ كما قال تعالى : ( وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ / الأنبياء آية / 30) ( وهو الّذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا / الفرقان آية / 54 )، ( المتواضع لله رفعه الله، وهضم النفس شأن أهل العلم ( ألم تر أنّ الله أنزل من السّماء ماء فأخرجنا به من ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدّد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود * ومن النّاس والدوّاب والأنعام مختلف ألوانه )/ فاطر آية / 27 ، 28 )، إذا لا تعلو لأنّ كلّ من والدين، فكن عليه دائما تر عجبا
وصلى الله وسلم وبــارك عــلى سيدنا محمد وعــلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.[/size][/size]
مصطفى الأجرادي- عضو مشارك
- عدد المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
العمر : 38
رد: الإمـــــام العـــارف بالله ســـــــيدي مـــــــولاي العـــربي الـــدرقــاوي الحسني قدس الله سره .
شيخنا الفاضل أشكرك جزيلا على مشاركتك بمنتدانا نورته بطلعتك
cervole- عضو مميز
- عدد المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
العمر : 43
رد: الإمـــــام العـــارف بالله ســـــــيدي مـــــــولاي العـــربي الـــدرقــاوي الحسني قدس الله سره .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... جزاكم الله خيرا سيدي وجعلكم على قدم الحبيب سيدي علي الجفري همة وحالا ونفعكم ونفع بكم آمين ، ولا تنسونا من دعــواتكم الصالحة في ظهر الغيب
مصطفى الأجرادي- عضو مشارك
- عدد المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
العمر : 38
مواضيع مماثلة
» الله أكبــر / ولاية كاليفورنيا تحترق .. ردا على حرق القرءان الشريف .. الله أكبر سبحان الله
» ** لا تعليــــق...لا حول و لا قوة الا بالله **
» سب الدين والرب والعياذ بالله
» ومن الناس من يقول آمنا بالله
» من من الإخوة رأى رسول الله _صلى الله عليه وسلم- في منامه؟
» ** لا تعليــــق...لا حول و لا قوة الا بالله **
» سب الدين والرب والعياذ بالله
» ومن الناس من يقول آمنا بالله
» من من الإخوة رأى رسول الله _صلى الله عليه وسلم- في منامه؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 10, 2024 9:29 pm من طرف amar2421
» ** اكتب اسمك و شوف العجب العجاب**
السبت يونيو 23, 2018 12:50 am من طرف amar2421
» كتب نادرة .....للتحميل......على منتدانــــــا فقط
الإثنين أبريل 13, 2015 3:45 pm من طرف رابح
» تعلموا من هذه الحكمة
الإثنين أبريل 13, 2015 3:37 pm من طرف رابح
» هل تعلمون ؟
الإثنين أبريل 13, 2015 3:33 pm من طرف رابح
» قرص السبيل في الفيزياء
الأربعاء يناير 21, 2015 2:32 am من طرف Reader
» الرياضة مليحة
السبت ديسمبر 20, 2014 4:15 pm من طرف رابح
» الكمبيوتر وأضراره
السبت ديسمبر 20, 2014 4:11 pm من طرف رابح
» الشتاء والبرد
السبت ديسمبر 20, 2014 4:07 pm من طرف رابح
» عذرا على طول الغياب
السبت ديسمبر 20, 2014 4:03 pm من طرف رابح
» وين راكم ياناس بني ونيف
السبت ديسمبر 20, 2014 4:00 pm من طرف رابح
» رانا هنا مانسيناكم
السبت ديسمبر 20, 2014 3:49 pm من طرف رابح
» حروف الهجاء في شكل قصة للاطفال
الإثنين أكتوبر 13, 2014 3:12 pm من طرف alilo_omar
» مذكرات مهمة لاقسام التحضيري
الإثنين أكتوبر 13, 2014 3:11 pm من طرف alilo_omar
» قرص شامل للقسم التحضيري
الإثنين أكتوبر 13, 2014 3:10 pm من طرف alilo_omar
» اكتشاف مذهل حول غسل الجنابة و الام الظهر
الجمعة أكتوبر 10, 2014 5:34 pm من طرف haythamhima
» عيد الأضحى
الخميس أكتوبر 09, 2014 11:39 am من طرف رابح
» حــــــــوار مع مثقف حــــول علماء الجــزائر وأعلامها
الثلاثاء يوليو 29, 2014 8:29 pm من طرف ياسين عمر
» ** ســـــــــــــــــــــــــــــؤال..**
الأحد يوليو 20, 2014 1:48 pm من طرف رابح
» جمعة مباركة
الجمعة يوليو 18, 2014 1:55 pm من طرف رابح