المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 17 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 17 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 270 بتاريخ الثلاثاء يونيو 22, 2010 4:52 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
دخول
خطر الغزو الثقافي والإعلامي على المجتمع العربي
صفحة 1 من اصل 1
خطر الغزو الثقافي والإعلامي على المجتمع العربي
إن مما لا شك فيه أن الإعلام بكل أنواعه وتقنياته قد أحرز نجاحاً باهراً في جميع المجالات وهو من أقوى وسائل الإقناع الذاتي في أتباع الأسلوب الهادئ والرزين دون اللجوء الى العنف. لكنه في نفس الوقت أنفذ الى القلوب من السهام وأشد وقعاً على النفوس، إذ له ظاهر أنيق ومنظر جذاب وهيكل أخاذ إضافة الى مجموعات الإثارة الكاملة والمواد الغزيرة والمعلومات المتدفقة الى ما لا نهاية، بل حسبك جيش من الإخصائيين الاجتماعيين والنفسانيين والسياسيين والاقتصاديين وبقية الاختصاصات كالتصوير والإضاءة وما شابه. فلا بد من تأثيره الفعال ونفاذه الى الأعماق بصورة سريعة ومباشرة.، والغرب من حيث طول الباع لديه في هذا المجال واهتمامه التام في تطويره قد قطع شوطاً مهماً في سبيل ذلك ولا يمكن لأحد أنكار ذلك.
ولكن هل صحيح أن كل ما يقوله الإعلام الغربي عن الإسلام والمسلمين تطاول وافتراء وأنه من إفرازات (صدام الحضارات) الذي يجاهر به ويدعو إليه ساسة الغرب ومفكروه، وأن الحملات الإعلامية المتعاقبة التي لا يكاد ينجو منها بلد مسلم ليست إلا وجهاً من وجوه حرب الإساءة والتشويه التي اعتمدتها سلاحاً ماضياً في صراعها؟
في الجواب: هناك من يرى أن في الإعلام الغربي حقاً بعض التحامل علينا، لكنه إعلام لا يختلق الأباطيل. فنحن الذين نغضب لكشفه عوراتنا، فنكابر في ما نحن عليه من سوء حين تقتحم الصحافة الغربية ما هو مستور لدينا، بعيداً عن قيود الرقابة والتوجيه بعيداً عن الملاحقة وقطع الأرزاق التي قد تطال الصحفي المسلم عندما يتجاوز الحدود..
ولأن المسلمين قد اعتادوا على إعلام رسمي يرضي الحاكم وقد لا يرضي المحكوم فإن الصراحة وكشف الحال التي يعالج بها الإعلام الغربي شؤوننا الداخلية تثير في الأوساط الرسمية الاسلامية من ردود الفعل ما قد يضر ولا يفيد ويستهوي في الوقت نفسه أوساط العامة والمثقفين.
وهناك من يرى في الإعلام الغربي طرفاً كارهاً مسكوناً بحقده علينا، يغمض عينه عن كل ما هو إيجابي لدينا، يلاحق الصغيرة في حياتنا ليضخمها ويبالغ في تضخيمها ليحيلها لجبل من الأمور الشائنة المعيبة إمعاناً في كرهه وتحامله علينا.
بعيداً عن الاسترسال في رأي الطرفين وأحقيتهما فإنه الإعلام الغربي حقيقة ضخمة، كبيرة في حياتنا السياسية والثقافية ولن تنفع محاولات التقليل من شأنه وقدرته على الإساءة إلينا.. إنه قوة هائلة لا قبل لنا بها، عريقة في النشوء، مذهلة في التطور، كاسحة في التأثير تغطي القارات الخمس بلا منازع لتزرع في أذهان الشعوب ما تشاء من الصور، وتدفع بهم إلى ما تشاء من المواقف، لا تبالي في ما تتناوله من أحداث العالم بالعرض والتحليل إلا ما تراه - خطأ أو صواباً - معبراً عن قناعاتها.
وإذا كان الإعلام الغربي قبل خمسين سنة ضئيل الفاعلية في تأثيره علينا وعلى قضايانا فإن ثورة الإتصالات قد جعلت منه اليوم تفوق بقدرتها على الزعزعة والإضرار قدرة الجيوش.
لم يكن للصحافة قبل عدة عقود تأثير يتجاوز حدود المحيط الذي تصدر فيه. فما كانت تنشره جريدة صادرة في باريس أو عاصمة أخرى يظل محصوراً في قرائها التقليديين، وجاءت أعجوبة الأقمار الصناعية والطباعة عبر الفضاء وشيوع الانترنيت لتزيل ما كان قائماً من حواجز وعقبات. وأصبح المقال الذي يحمل الأذى والبهتان جاهزاً لمن يسعى إليه خلال ساعات من صدروه... وإلى جانب هذا الانبهار ماذا نحس بالإعلام الإسلامي شعور مزيج من العجز والإحباط وقصوره في مواجهة جبروت الإعلام الغربي.
فشعوب العالم لا تعرف في معظم الأحوال - عن الإسلام وقضاياه إلا من خلال ما تتلقاه من الإعلام الغربي مع كثير من النقص والتشويه السهوي أو العمدي.
أما الصحافة والإعلام الإسلامي فعاجزة ومنغلقة على نفسها، بل قد تساعد في كثير من الأحيان الإعلام الغربي لبث السموم والدعايات الفاسدة بين الشعب.
حيث حذرت دراسة علمية من ظاهرة الغزو الإعلامي الأجنبي في وسائل الإعلام العربية، وبالذات البرامج الواقعيّة المعربة من البرامج العالمية،
واظهرت الدراسة الموسومة (الغزو الإعلامي والانحراف الاجتماعي: دراسة تحليليّة لبرامج الفضائيات العربية) التي اعدها الدكتور ياس خضير البياتي الأستاذ في كلية المعلومات والإعلام والعلاقات العامة بشبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، ان وسائل الاعلام العربية شاركت بدور اساسي في تعميق الغزو الإعلامي الاجنبي، من خلال مدة ساعات البث للمواد الأجنبية، وبروز ظاهرة البرامج الواقعية او ما يسمي (تلفزيون الواقع) في بعض
الفضائيات العربية من دون أن تأخذ بنظر الاعتبار قيم المجتمع العربي وتقاليده وانماطه الاجتماعية.
ولاحظت الدراسة من خلال الاحصائيات العلمية الجديدة، بأن القاسم المشترك لبرامج القنوات الفضائية العربية هو المادة الترفيهية وافلام الجريمة والعنف والرعب والجنس، اي ان ثقافة الصورة تطغي عليها اكثر من ظاهرة سلبية تتمثل بالأغتراب، القلق، اثارة الغريزة، الفردية، العدوانية، دافعيّة الأنحراف، سلطة المال والنساء، حب الاستهلاك، الانانية،والتمرد، وكلها مفردات حيائيّة تتأسس في ادراك الشباب وسلوكهم ومعارفهم بحيث تتحول من صورة ذهنية الي نشاط عملي عن طريق المحاكاة والتقليد وعمليات التطييع الاجتماعي.
وتوقعت الدراسة أن تنشأ مشكلات اجتماعية بفعل هذه الثقافة الإعلامية، يتاثر فيها الاطفال والمراهقون والشباب بنتائجها السلبيّة، فمن المحتمل ان تخلق برامج الفضائيات العربية الأضطراب الاجتماعي، وعدم الاستقرار في العلاقات العامة الاجتماعية، وتنمية الفردية والروح الاستهلاكيّة، والهروب من التصدي لواقع الحياة، والاستسلام له، وتوطين العجز في النفوس، واضعاف الروابط الأسرية وقيمها، وتعميق المشاعر الذاتية اكثر من الالتزام الجماعي، والانبهار بالموديل الأجنبي علي حساب الهوية الثقافية، وكذلك تراجع الأنتماء وازدياد اليأس والاحباط.
ووجدت الدراسة ان القنوات الفضائية العربية،وبالذات الخاصة، بدأت تتسابق علي ارضاء الجمهور العربي، وخاصة الشباب، واجتذابه لهم باي صورة من خلال المواد الترفيهية التي تتعارض مع التنشئة الاجتماعية العربية ومقوماتها، خاصة في اشاعة النماذج الغربية من البرامج المستنسخة التي تحفل بانواع فنون الاثارة الجسدية والغريزية وبمواصفات قد لا نجدها حتي في القنوات الفضائية الاجنبية.
واثارت الدراسة تساؤلات حول شيوع هذه لظاهرة الإعلامية في الحياة العربية وتوقيتها ، ووجدت بان العامل الاساسي هو التسابق غير المشروع علي جذب الشباب لأسباب تجارية مادية، ودخول المال العربي بشكل سلبي الي الانتاج الاعلامي والفني دون اعتبارات للواقع الاجتماعي بحيث اصبح الأستثمار في هذا المجال ياخذ مداه السلبي في تعميق ثقافة الاثارة. كما اشارت الدراسة الي ضرورة الانتباه الي هذه الظاهرة علي انها قد تحمل توجهات سياسية وفكرية ملغومة تريد تدمير الواقع العربي وثقافة المجتمع وقيمه.
وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات ابرزها ضرورة الاعتراف بان انفجار المعلومات والمنجزات التقنية في زمن العولمة لايلغي الحقيقة بأن الثورة الحضارية ينبغي استيعابها وتقبلها بوعي حضاري واستيعاب ذكي، بما يجعلنا قادرين علي الاستفادة منها. بمعني اقتناء المفيد من المعلومات والبرامج مادامت تخترق حدودنا ومجتمعنا بطريقة قسرية عن طريق تكنولوجيا الفضاء. مع اهمية تعميق وعي الشباب العربي وثقافته وممارسته للديمقراطية، وتعويده علي التعامل الحضاري مع المعلومة، وتعميق وعية بايجابياتها وسلبياتها، اضافة الي اهمية وضع خطة اعلامية من قبل الدول العربية تاخذ مسارين: خطة اعلامية لمواجهة الغزو الاعلامي والثقافي وخطة اعلامية لتحصين الشباب. بمعني ان مواجهة الغزو لابد ان يستند علي خطة تتعلق بالطرق والوسائل الكفيلة للتقليل من طوفان المادة الاعلامية الاجنبية في التلفزيون العربي، ومحاولة منع ظاهرة البرامج الواقعية التي لاترتبط بقيم المجتمع وثقافته، مع اهمية تحصين الشباب سياسيا واجتماعياً وثقافياً وتربوياً، وتعميق وعيّه بمضامين الغزو وسلبياته، وتطوير وسائل اعلامه الوطنية ومضامينه، واعطاء الشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم وافكارهم وتطلعاتهم في وسائل الاعلام، واشراكهم في صنع القرار الإعلامي ومشاركتهم في انتاج برامجهم صناعة وكتابة وتنفيذا.
كما اكدت الدراسة على ضرورة جعل التراث العربي الأسلامي المعين الذي يستخدم كقاعدة عريضة تغذي الثقافة الاعلاميّة العربية، باعتبار أن له معطياته النفسية والقومية لتحجيم عقدة النقص الذي يسببه الغزو الأجنبي في نفوس الشباب، ومصدرا ثريا لمواجهة تحديات افرازات العولمة، وعاملا مساعدا لتشكيل تجانس ذهني وروحي بين شباب الامة.
كما قدمت الدراسة مقترحات لخطة علميّة وتطبيقيّة للمؤسسات الإعلامية العربية ولصناع القرار الإعلامي ورجال التربية والتعليم في كيفيّة مواجهة الغزو الإعلامي والثقافي وسبل المواجهة العلميّة لمضامينه ومصادره، وخطة لتحصين الشباب من خلال مناهج العلم تتضمن مقترحات عمليّة في بناء رسالة اعلاميّة قادرة علي حماية الشباب من الظواهر الإعلامية السلبية في الحياة العربية المعاصرة.
ولكن هل صحيح أن كل ما يقوله الإعلام الغربي عن الإسلام والمسلمين تطاول وافتراء وأنه من إفرازات (صدام الحضارات) الذي يجاهر به ويدعو إليه ساسة الغرب ومفكروه، وأن الحملات الإعلامية المتعاقبة التي لا يكاد ينجو منها بلد مسلم ليست إلا وجهاً من وجوه حرب الإساءة والتشويه التي اعتمدتها سلاحاً ماضياً في صراعها؟
في الجواب: هناك من يرى أن في الإعلام الغربي حقاً بعض التحامل علينا، لكنه إعلام لا يختلق الأباطيل. فنحن الذين نغضب لكشفه عوراتنا، فنكابر في ما نحن عليه من سوء حين تقتحم الصحافة الغربية ما هو مستور لدينا، بعيداً عن قيود الرقابة والتوجيه بعيداً عن الملاحقة وقطع الأرزاق التي قد تطال الصحفي المسلم عندما يتجاوز الحدود..
ولأن المسلمين قد اعتادوا على إعلام رسمي يرضي الحاكم وقد لا يرضي المحكوم فإن الصراحة وكشف الحال التي يعالج بها الإعلام الغربي شؤوننا الداخلية تثير في الأوساط الرسمية الاسلامية من ردود الفعل ما قد يضر ولا يفيد ويستهوي في الوقت نفسه أوساط العامة والمثقفين.
وهناك من يرى في الإعلام الغربي طرفاً كارهاً مسكوناً بحقده علينا، يغمض عينه عن كل ما هو إيجابي لدينا، يلاحق الصغيرة في حياتنا ليضخمها ويبالغ في تضخيمها ليحيلها لجبل من الأمور الشائنة المعيبة إمعاناً في كرهه وتحامله علينا.
بعيداً عن الاسترسال في رأي الطرفين وأحقيتهما فإنه الإعلام الغربي حقيقة ضخمة، كبيرة في حياتنا السياسية والثقافية ولن تنفع محاولات التقليل من شأنه وقدرته على الإساءة إلينا.. إنه قوة هائلة لا قبل لنا بها، عريقة في النشوء، مذهلة في التطور، كاسحة في التأثير تغطي القارات الخمس بلا منازع لتزرع في أذهان الشعوب ما تشاء من الصور، وتدفع بهم إلى ما تشاء من المواقف، لا تبالي في ما تتناوله من أحداث العالم بالعرض والتحليل إلا ما تراه - خطأ أو صواباً - معبراً عن قناعاتها.
وإذا كان الإعلام الغربي قبل خمسين سنة ضئيل الفاعلية في تأثيره علينا وعلى قضايانا فإن ثورة الإتصالات قد جعلت منه اليوم تفوق بقدرتها على الزعزعة والإضرار قدرة الجيوش.
لم يكن للصحافة قبل عدة عقود تأثير يتجاوز حدود المحيط الذي تصدر فيه. فما كانت تنشره جريدة صادرة في باريس أو عاصمة أخرى يظل محصوراً في قرائها التقليديين، وجاءت أعجوبة الأقمار الصناعية والطباعة عبر الفضاء وشيوع الانترنيت لتزيل ما كان قائماً من حواجز وعقبات. وأصبح المقال الذي يحمل الأذى والبهتان جاهزاً لمن يسعى إليه خلال ساعات من صدروه... وإلى جانب هذا الانبهار ماذا نحس بالإعلام الإسلامي شعور مزيج من العجز والإحباط وقصوره في مواجهة جبروت الإعلام الغربي.
فشعوب العالم لا تعرف في معظم الأحوال - عن الإسلام وقضاياه إلا من خلال ما تتلقاه من الإعلام الغربي مع كثير من النقص والتشويه السهوي أو العمدي.
أما الصحافة والإعلام الإسلامي فعاجزة ومنغلقة على نفسها، بل قد تساعد في كثير من الأحيان الإعلام الغربي لبث السموم والدعايات الفاسدة بين الشعب.
حيث حذرت دراسة علمية من ظاهرة الغزو الإعلامي الأجنبي في وسائل الإعلام العربية، وبالذات البرامج الواقعيّة المعربة من البرامج العالمية،
واظهرت الدراسة الموسومة (الغزو الإعلامي والانحراف الاجتماعي: دراسة تحليليّة لبرامج الفضائيات العربية) التي اعدها الدكتور ياس خضير البياتي الأستاذ في كلية المعلومات والإعلام والعلاقات العامة بشبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، ان وسائل الاعلام العربية شاركت بدور اساسي في تعميق الغزو الإعلامي الاجنبي، من خلال مدة ساعات البث للمواد الأجنبية، وبروز ظاهرة البرامج الواقعية او ما يسمي (تلفزيون الواقع) في بعض
الفضائيات العربية من دون أن تأخذ بنظر الاعتبار قيم المجتمع العربي وتقاليده وانماطه الاجتماعية.
ولاحظت الدراسة من خلال الاحصائيات العلمية الجديدة، بأن القاسم المشترك لبرامج القنوات الفضائية العربية هو المادة الترفيهية وافلام الجريمة والعنف والرعب والجنس، اي ان ثقافة الصورة تطغي عليها اكثر من ظاهرة سلبية تتمثل بالأغتراب، القلق، اثارة الغريزة، الفردية، العدوانية، دافعيّة الأنحراف، سلطة المال والنساء، حب الاستهلاك، الانانية،والتمرد، وكلها مفردات حيائيّة تتأسس في ادراك الشباب وسلوكهم ومعارفهم بحيث تتحول من صورة ذهنية الي نشاط عملي عن طريق المحاكاة والتقليد وعمليات التطييع الاجتماعي.
وتوقعت الدراسة أن تنشأ مشكلات اجتماعية بفعل هذه الثقافة الإعلامية، يتاثر فيها الاطفال والمراهقون والشباب بنتائجها السلبيّة، فمن المحتمل ان تخلق برامج الفضائيات العربية الأضطراب الاجتماعي، وعدم الاستقرار في العلاقات العامة الاجتماعية، وتنمية الفردية والروح الاستهلاكيّة، والهروب من التصدي لواقع الحياة، والاستسلام له، وتوطين العجز في النفوس، واضعاف الروابط الأسرية وقيمها، وتعميق المشاعر الذاتية اكثر من الالتزام الجماعي، والانبهار بالموديل الأجنبي علي حساب الهوية الثقافية، وكذلك تراجع الأنتماء وازدياد اليأس والاحباط.
ووجدت الدراسة ان القنوات الفضائية العربية،وبالذات الخاصة، بدأت تتسابق علي ارضاء الجمهور العربي، وخاصة الشباب، واجتذابه لهم باي صورة من خلال المواد الترفيهية التي تتعارض مع التنشئة الاجتماعية العربية ومقوماتها، خاصة في اشاعة النماذج الغربية من البرامج المستنسخة التي تحفل بانواع فنون الاثارة الجسدية والغريزية وبمواصفات قد لا نجدها حتي في القنوات الفضائية الاجنبية.
واثارت الدراسة تساؤلات حول شيوع هذه لظاهرة الإعلامية في الحياة العربية وتوقيتها ، ووجدت بان العامل الاساسي هو التسابق غير المشروع علي جذب الشباب لأسباب تجارية مادية، ودخول المال العربي بشكل سلبي الي الانتاج الاعلامي والفني دون اعتبارات للواقع الاجتماعي بحيث اصبح الأستثمار في هذا المجال ياخذ مداه السلبي في تعميق ثقافة الاثارة. كما اشارت الدراسة الي ضرورة الانتباه الي هذه الظاهرة علي انها قد تحمل توجهات سياسية وفكرية ملغومة تريد تدمير الواقع العربي وثقافة المجتمع وقيمه.
وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات ابرزها ضرورة الاعتراف بان انفجار المعلومات والمنجزات التقنية في زمن العولمة لايلغي الحقيقة بأن الثورة الحضارية ينبغي استيعابها وتقبلها بوعي حضاري واستيعاب ذكي، بما يجعلنا قادرين علي الاستفادة منها. بمعني اقتناء المفيد من المعلومات والبرامج مادامت تخترق حدودنا ومجتمعنا بطريقة قسرية عن طريق تكنولوجيا الفضاء. مع اهمية تعميق وعي الشباب العربي وثقافته وممارسته للديمقراطية، وتعويده علي التعامل الحضاري مع المعلومة، وتعميق وعية بايجابياتها وسلبياتها، اضافة الي اهمية وضع خطة اعلامية من قبل الدول العربية تاخذ مسارين: خطة اعلامية لمواجهة الغزو الاعلامي والثقافي وخطة اعلامية لتحصين الشباب. بمعني ان مواجهة الغزو لابد ان يستند علي خطة تتعلق بالطرق والوسائل الكفيلة للتقليل من طوفان المادة الاعلامية الاجنبية في التلفزيون العربي، ومحاولة منع ظاهرة البرامج الواقعية التي لاترتبط بقيم المجتمع وثقافته، مع اهمية تحصين الشباب سياسيا واجتماعياً وثقافياً وتربوياً، وتعميق وعيّه بمضامين الغزو وسلبياته، وتطوير وسائل اعلامه الوطنية ومضامينه، واعطاء الشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم وافكارهم وتطلعاتهم في وسائل الاعلام، واشراكهم في صنع القرار الإعلامي ومشاركتهم في انتاج برامجهم صناعة وكتابة وتنفيذا.
كما اكدت الدراسة على ضرورة جعل التراث العربي الأسلامي المعين الذي يستخدم كقاعدة عريضة تغذي الثقافة الاعلاميّة العربية، باعتبار أن له معطياته النفسية والقومية لتحجيم عقدة النقص الذي يسببه الغزو الأجنبي في نفوس الشباب، ومصدرا ثريا لمواجهة تحديات افرازات العولمة، وعاملا مساعدا لتشكيل تجانس ذهني وروحي بين شباب الامة.
كما قدمت الدراسة مقترحات لخطة علميّة وتطبيقيّة للمؤسسات الإعلامية العربية ولصناع القرار الإعلامي ورجال التربية والتعليم في كيفيّة مواجهة الغزو الإعلامي والثقافي وسبل المواجهة العلميّة لمضامينه ومصادره، وخطة لتحصين الشباب من خلال مناهج العلم تتضمن مقترحات عمليّة في بناء رسالة اعلاميّة قادرة علي حماية الشباب من الظواهر الإعلامية السلبية في الحياة العربية المعاصرة.
زائر- زائر
مواضيع مماثلة
» شاشة عرض كبيرة الحجم +جهاز استقبال بالمركز الثقافي بني ونيف
» ماهي الظاهرة التي تتمنى ان تزول من المجتمع؟؟؟؟
» الرجل العربي
» **..طرائف الشعر العربي....**
» نموذج من رجال المغرب العربي
» ماهي الظاهرة التي تتمنى ان تزول من المجتمع؟؟؟؟
» الرجل العربي
» **..طرائف الشعر العربي....**
» نموذج من رجال المغرب العربي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت فبراير 10, 2024 9:29 pm من طرف amar2421
» ** اكتب اسمك و شوف العجب العجاب**
السبت يونيو 23, 2018 12:50 am من طرف amar2421
» كتب نادرة .....للتحميل......على منتدانــــــا فقط
الإثنين أبريل 13, 2015 3:45 pm من طرف رابح
» تعلموا من هذه الحكمة
الإثنين أبريل 13, 2015 3:37 pm من طرف رابح
» هل تعلمون ؟
الإثنين أبريل 13, 2015 3:33 pm من طرف رابح
» قرص السبيل في الفيزياء
الأربعاء يناير 21, 2015 2:32 am من طرف Reader
» الرياضة مليحة
السبت ديسمبر 20, 2014 4:15 pm من طرف رابح
» الكمبيوتر وأضراره
السبت ديسمبر 20, 2014 4:11 pm من طرف رابح
» الشتاء والبرد
السبت ديسمبر 20, 2014 4:07 pm من طرف رابح
» عذرا على طول الغياب
السبت ديسمبر 20, 2014 4:03 pm من طرف رابح
» وين راكم ياناس بني ونيف
السبت ديسمبر 20, 2014 4:00 pm من طرف رابح
» رانا هنا مانسيناكم
السبت ديسمبر 20, 2014 3:49 pm من طرف رابح
» حروف الهجاء في شكل قصة للاطفال
الإثنين أكتوبر 13, 2014 3:12 pm من طرف alilo_omar
» مذكرات مهمة لاقسام التحضيري
الإثنين أكتوبر 13, 2014 3:11 pm من طرف alilo_omar
» قرص شامل للقسم التحضيري
الإثنين أكتوبر 13, 2014 3:10 pm من طرف alilo_omar
» اكتشاف مذهل حول غسل الجنابة و الام الظهر
الجمعة أكتوبر 10, 2014 5:34 pm من طرف haythamhima
» عيد الأضحى
الخميس أكتوبر 09, 2014 11:39 am من طرف رابح
» حــــــــوار مع مثقف حــــول علماء الجــزائر وأعلامها
الثلاثاء يوليو 29, 2014 8:29 pm من طرف ياسين عمر
» ** ســـــــــــــــــــــــــــــؤال..**
الأحد يوليو 20, 2014 1:48 pm من طرف رابح
» جمعة مباركة
الجمعة يوليو 18, 2014 1:55 pm من طرف رابح